أثار أستاذ جامعي يدعى د.مارك ثومبسون الحديث حول هوس متلازمة أنا أستحق أ+ في الجامعات السعودية والطلاب السعوديين في الخارج .. وأشار إلى أنها ظاهرة عالمية لدى طلاب الجامعات في العالم .. والحقيقة أن الطلاب بريئون ويلتمس لهم العذر !! ولعل هذا الهوس لم يأتِ من فراغ؛ بل تراكم في وعي الطلبة وهذا جميل أن تجد المتميزين يبحثون عن درجة أ+ ويستحقونها لأجل رفع المعدل أو التحويل أو التخرج .. لكن الخشية تراكم المتلازمة في أذهان الطلبة بلا وعي حينها يهملون التحصيل الدراسي لهدف تحقيق الدرجة!! وهنا تكمن المشكلة!!
ولتفكيك المتلازمة لابد من النظر لها على مستويات عدة منها: على مستوى المؤسسات التعليمية والأستاذ والمنهج، ولعل الحلول تنطلق من هذه المرتكزات المهمة، فلو نظرت المؤسسات التعليمية إلى الطلبة في القبول والتخريج على أساس المطلوب من الطالب المستوى التعليمي ومستوى البحث العلمي ومستوى خدمته للمجتمع والمؤسسة التعليمية، ولو أسس الأستاذ في الطلبة العلم والبحث والتفاعل المجتمعي، وجاء -من جانب ثالث- المنهج مؤسسا لهذه القيم المهمة في تشكيل الطالب القادر على امتلاك المعرفة والعلم والقدرة على البحث العلمي والتفكير الناقد وتفاعله مع المؤسسة التعليمية ومجتمعه من حوله؛ لاختفى التفكير في المتلازمة، ولصارت الأمور طبيعية في التعاطي معها.
وبهذا يمكن أن يغير المجتمع النظر إلى الهوس المتنامي مؤخرا في ظل التعلم عن بعد وانتشار المدارس الرقمية وأنظمة التعليم الالكتروني.
فهل حان الوقت الآن إلى أهمية الوعي بالمرحلة الجديدة التي تحتم على الجميع النظر إلى أن المعدل ليس معيارا وحيدا وركيزة مهمة ؛ بل علينا بجانب هذه الركيزة التأمل في المهارات الأخرى المتعلقة بالبحث العلمي ومهارات التفكير العليا وخدمة المجتمع وأهمية التطوع لبناء مجتمعات تواكب الرؤية ٢٠٣٠ وتسهم في بناء الوطن.