قد يستفز العنوان محبي كرة القدم بمختلف انتماءاتهم فلا أحد يتخيل بطلاً لدوري أبطال القارة مرتين يلعب عصراً متنقلاً بين الحدود ليطارد حطين والأنصار والكوكب والجبلين دون استنقاص منهم وإنما بناءً على مواقعهم الآنية.
والأرقام تقول إن كل شيء ممكن فمنطقياً لا يستحال هبوط الاتحاد لدرجة لا تلائم كيانه صاحب التاريخ المطرز بالذهب والممتلك لجمهوره الخاص، وبرغم الدعم الذي تلقاه كالبقية لينهي ديونه إلا أن ذلك كان دون أثرٍ يجعل محبيه يتفاءلون للخروج من دائرة التخبطات التي باعدت بينه وبين منصات اعتادت عليه واعتاد عليها.
ولعل الوقت بات قريباً لتخيل (القادم) من واقع الحال قبل أن يكون تداركه للاتحاديين من المحال، فكل المؤشرات لا تدل على خيرٍ آت لجريح يحتاج تدخلاً لأمهر أطباء إدارة الفكر والمال لإيقاف نزيفه المزمن، ولعلهم بذلك ينعشون النمر فيستفيق من غيبوبة لا تداوى للحظة إلا بمسكنات لا تحمل وصفة طبية ناجعة لدرجة جعلت حتى طبيبهم الشعبي وعلى غير عادته يغادر مدرجاته يائساً حزيناً متشائماً من حال مريضه.
الاتحاد فريق مونديالي كان يمتلك روحاً لا تنهزم وعزيمة لا تنكسر لذا فمكانه الطبيعي المنصات (الممتازة) وليس للشمس حق أن يلعب تحت لهيبها يوماً ستنكسف فيه رياضتنا لأجله إن حدث الهبوط.
ولأنني لا أحب أن أكتب سطراً من جرح دون أن أداويه بوجهة نظر أقدمها من معايشة لصناع القرار الذين يطالب غالبيتهم بتنحي الصنيع الذي أراه من خيرة الإداريين، خاصةً أنه تقاعد من عمله ليتفرغ لعشقه ويصبح مكسباً لا يفرط بمثله، لكن ومن مبدأ المثل القائل (إذا ما أطاعك السوق فأطعه) فياليت إدارة الحائلي أن تعلق عضوية حمد لآخر الموسم فقط، واستبداله بكفءٍ آخر ويحل حسن خليفة مكان أو مع أسامة المولد فأحياناً يكون النحس أشد فتكاً بالجمال الطائحة من وقع السكاكين.
وعندما أميل لمثل هذه القرارات العاطفية التي لا أؤمن بها كثيراً فلأنني مؤمنٌ أيضاً بأن العلاج بالكي خيار يمكن الاستطباب به قبل الموت، وخاصةً حين ندرك بأن العلة ليست بالمقام الأول فنية فمدربهم ولاعبوهم من الحارس للهجوم بكل فترة يتغيرون للأحسن ولكن الوضع يستمر للأسف من جرفٍ إلى دحديرة.
توقيع خاص:
إذا انحنيت فقاتل لتنهض فبعض العظماء إن سقطوا يموتون..!
نقلاً عن صحيفة اليوم .