أنا اللَّاجئُ إلى الله الممتد برجاء من سابع الضيق لسابع السماء ..
أنا التي رغم كل العواصف التي مرت بزورقي لم يكن لي مجدافٌ سوى أملي بأني لاجئاً يحتمي بالله من أرضه وسماءه ، ومن موجه ومجدافه وميناءه ،
أنا الغريب في وطني واللَّاجئ لموطني
أنا الذي نُزِعَ من قلبه وتينهُ وأنياطه ،
أنا الذي نُزِعَ من عينيه نونها وبريقها ودموعها وحِماها ،
أنا مازلت مكتملاً ببعثرتي وأيامي وأحلامي وأوراقي ومحبرتي ،
أنا مازلت في وطني وبين قبيلتي ومناسك العاداتِ والأعرافِ ،
أنا وطنُ الحدود بلا وطنٍ ولا غيمٍ ولامطرٍ ولا زهرِ ،
أنا غصنٌ نمّا فوق الجداول عبثت بهِ الريح ليستلقي على أوراقِ أيامي مهزوماً بكل رضا ،؟
أنا بعثرت من نفسي ومن حلمي ومن وطني أنا غيبٌ يتمتم في ضحى الإشراقِ والأشواقِ ، فـهل نوراً فـهل فجراً ، فـهل شمساً تُضيء واقع غربتي لأعود مني لأيامي لأحلامي وبلا ثمن ..
..
فاطمة الهلالي