• حينما ننتقد أي عمل أو أي جهة نفعل ذلك من أجل التصحيح، ففي زمن مضى كان هناك من يقول الإعلامي (عين المسؤول)، واليوم هناك من يقول الإعلامي (ضمير الوطن وصوت المواطن).
• هي مقدمة أردت بها أن أذكر وزارة النقل أن كل المواعيد وهمٌ، أعني مواعيد سيقت لنا من سنوات وتتكررت سنة بعد أخرى عن خط المخواة / العرضيات، الذي سفك دماء ويتَّم أسراً والتهم شباباً وشابات في عمر الزهور، والمتهم مازال بريئاً رغم ثبوت إدانته.
• كنت هناك في المجلس المحلي لمحافظة العرضيات أربع سنوات لم يمر اجتماع مع الجهات المعنية إلا ونذكِّر بهذا الطريق، الذي قال عنه أحد مرتاديه (المار منه مفقود والخارج منه مولود)، وقلت عنه في أكثر من وسيلة إعلامية أنه لايرحم أحدا، ففي أقل من ثانية قد تجد سيارات أطبقت على كل ما فيها وحولها أشلاء متناثرة والمشهد ليس يومياً، بل ما بين كل ساعة وأخرى ينقل لنا الناجون أو المارة صورا مفجعة لحوادث قاتلة.
• أعرف يا معالي الوزير مشاغلك وأعرف حجم مسؤولياتك الجسام، لكن أرجوك بكل ما للرجاء من معنى أن تمنح هذا الطريق ولو جزءا من الساعة، إما بالاطلاع على ملفه في الوزارة أو من خلال صور، متى ما أردت أقدمها لك في ملف أزعم إن رأيته ورأيت هول ما فيه من أرقام لن تتأخر في محاسبة كل من أهمل هذا الطريق، مع أن بعضهم ربما أحيلوا للتقاعد من طول المدة.
• قادتنا يا معالي الوزير سلامة المواطن عندهم أولوية وصحته هي المكسب ورأس المال، وعليه وجب أن تمنح هذا الطريق ما يستحق من متابعة واهتمام والذي التهم آلافا من البشر وحوّل بعض الناجين إلى (مقعدين) وحبل الحوادث على الجرار.
لو تعلم من عام كم وأهله ومرتادوه يطالبون بضرورة توسعته، كان لمت كل من سبقوك على كرسي الوزارة وفتحت ملف تحقيق مع من كانوا من مساعديك الحاليين شركاء في هذا الإهمال.
• لا عشر ولا عشرين سنة ونحن نطالب، بل أكثر من هذا الزمن ومازلنا صامدين لم نحبط ولن نحبط طالما هناك أمل، فها أنا اليوم أكرر المطالبة بصوت عالٍ واثق أنك هذا المرة ستسمعني.
• ولا أخفيكم أحبتي المتابعين أو القراء أن ثمة قرارات صدرت من زمان لتوسعة طريق المخواة / العرضيات، ولكن السنين مرت ولاندري عن الأيام، على رأي البدر، والحال على ما هو عليه والحوادث تفتك بالمارة دون أن نسمع من الوزارة المعنية، «أحسن الله عزاكم» يا سكان العرضيات وما جاورها من قرى أهلها ينامون على خوف ويصحون على خوف بسبب هذا (الثعبان الأسود)، كما تسميه عادة الأسطورة في بعض الروايات الذي يشرب من الدماء ويقول هل من مزيد.؟
• ولعلمك يا معالي الوزير يرتاد هذا الطريق يومياً في الصباح والمساء أرتال من السيارات تحمل طلابا وطالبات وموظفين وموظفات وأخرى من الحجم الكبير لنقل البضائع والوقود، أي أنه طريق حيوي، لكنه مسار واحد ويضيق من مكان إلى مكان آخر ونتيجة أي تجاوز خاطئ حادثة مميتة تربك المنطقة وأهلها فكل أب أو أم يظن أن ابنه أو بنته أو قريبه قضى في حادثة (قبل قليل) والتي تناقل صورة وسائل التواصل الاجتماعي.
• وإن أردت أن تعرف يا معالي الوزير الأرقام التي قضت في حوادث هذا الخط على الأقل في السنوات الأخيرة ستجد رقما هائلا يصل إلى عدد فلكي والأرقام عادة لا تكذب.
• ومضة
لو كانت المُشكلات تُحل بِالهرب لأصبحت الأرض كوكباً مهجوراً.