ويا ليت قومي يعقلون
الشباب هو مرحلة الأمل والتحقق، الأحلام والكفاح ،من لم يكن في شبابه شيئاً ففي شيبته لن يكون :
إني لأزهو بالفتى وأحبه
يهوى الحياة مشقة وصعابا
في ظاهرةٍ شاعت وذاع صيتها ، وأصبحت ضمن جدول الكثير من الناس يحاول خلخلة الوقت لحضورها ، يقل جمهورها ويكثر ولكنه لايغيب ، ولئن تواتر في الإجازات فإنه يتحيّن عصر الجمعة والسبت في غيرها.
جمهور كثيف يفوق حضور أجلّ محاضرة دينية، وأكبر مهرجانٍ ترفيهي، يتسابقون لأخذ مكان المنصّة للمشاهدة وكأنها أرقامٌ توزّع على أصحابها لموعدٍ ما، صياحٌ وتصفير ، لطمة وتشمير ، وجيل في مأزق خطير ، أشكال مشبوهة ، وممارسات مجنونة ، شيلات تتعالى ، وجهات أمنية تتعامى .
يتساءل العقلاء ما الإنجاز الذي يستحق كل هذا؟!!! ومع كل ذلك فَيُكْرَمُون بعض الجماهير الحاضرة بكثيرٍ من التراب يُبَعثرُ على رؤوسهم وأماكن جلوسهم!!!
شبابٌ في مقتبل العُمُر، يمتطون - ما نَظُنُّهُ - سياراتهم التي ربما أغلبهم أخذها بالدَّيْن أو على حين غرّة من الوالدين ليجعلها أضحوكة للحاضرين ونموذجاً قبيحاً للمغررين.
يسمونها هواية وأسميها غواية ، ويا لسوء النهاية ؛ ظاهرةٌ رأينا ضحاياها في بعض المشاهد أشلاءٌ تتطاير، وآخرون مشلولون، وبعضهم مقعدون...الخ
ظاهرة التطعيس_التفحيط، هذه الظاهرة التي يُساق إليها الشباب سوقا، ودافعهم الجمهور الكثيف الذي لولاه لما أتوا ، وليتهم .
كأننا لم نسمع قوله تعالى( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة )، وقوله تعالى ( ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما )، وقول الحبيب صلى الله عليه وسلم " نعمتان مغبون فيهما كثيرٌ من الناس الصحة والفراغ ".
همسة: < يا ليت قومي يعقلون > أن هذا الوقت الذي يقضيه أولئك لأن يُقْضَى في صلة رحم أو قراءة كتاب نافع أو أيُّ عملٍ يُقرِّب إلى الله خيرٌ لهم وأبقى عنده سبحانه وتعالى.