في مثل هذا اليوم من الأسبوع الفائت كانت محافظة العُرضيات على موعد مع (الزيارة الرابعة) في سلسلة الزيارات التفقدية السنوية التي اختطَّها مستشارُ خادم الحرمين الشريفين أميرُ منطقة مكة المكرمة الأميرُ خالدُ الفيصل وجعلها جسرًا متينًا يربط بينه وبين أهالي المحافظة. في (الزيارة الثالثة) لسموه وبعد أن شَرفتُ بالتقديم للحفل الخطابي قدّمتُ لسموه -نيابة عن مثقفي المحافظة- طلبَ افتتاح «لجنة ثقافية» في العرضيات تتبع لأدبي جدة تقوم على رعاية المواهب الأدبية، وتؤسس للثقافة والفكر؛ لإيماني أنها من القضايا التي تشغل سموه، وقد حظي الطلب بتأييده وموافقة أدبي جدة ومباركة وزارة الثقافة والإعلام. مَن تصفَّحَ عدد «المدينة» الأربعاء الماضي سيجد على صفحتها العاشرة تقريرًا وافيًا يرصد حزمة من الإنجازات على مستوى المشاريع التنموية، والخدمات الأساسية، والجوانب الثقافية والفكرية، والأعمال التطوعية التي تحققت للعرضيات في ظل إمارة سموه لمنطقة مكة المكرمة، وسيجد بعض المطالب التي لا تزال تمثل هاجسًا مؤرقًا لأهالي المحافظة. سأركز هنا على قضيتين أساسيتين: الأولى- التعليم العالي ممثلاً في استحداث (كلية بنات وكلية بنين) بالإضافة لكلية تقنية. الثانية- الطريق العام (جدة-أبها) الذي يخترق العرضيات من الشمال إلى الجنوب بطول (120كم). بالنسبة للتعليم العالي -وأخص كلية البنات- فبنات العرضيات يقطعن يوميًّا مئات الكيلومترات في ذهابهن وإيابهن لكليات الباحة والقنفذة ومحايل؛ إذ تنطلق يوميًّا عشرات الباصات ببناتنا والطيرُ لم تفارق وكَنَاتها، والظلام لا يزال مخيمًا على الوجود، فكأنها على طريق الموت (سرب القطا) في غدوها ورواحها. ومع هذه الأعداد المهولة من الطالبات المسافرات -فضلاً عن المغتربات والغاديات الرائحات في سيارات آبائهن- إلا أنها لم تشفع لهن عند الجهة المسؤولة بافتتاح كلية أو فرع لجامعة حتى يأمنَ الآباء والأمهات على بناتهم من شبح الطريق الذي أودى بالعشرات منهنَّ لظُلمة القبور؛ إذ لا يكاد يمر أسبوع إلا ونسمع صوت نائحة. وفضلاً عن مطالبات الأهالي، فقد تقدم المجلس المحلي بالعرضيات -بمتابعة سعادة المحافظ عمران الزهراني- بطلب افتتاح كليتين جامعيتين للبنين والبنات وكلية تقنية وأُيِّد الطلب من مجلس المنطقة في (13/12/1435هـ) وتم تحديد الموقع الخاص بالكلية الجامعية للبنات، ومع هذا لا نزال على رصيف الانتظار. بالنسبة لطريق العرضيات المسمى (طريق الموت) فهو الطريق الذي حصد مئات الأرواح وأدخل الرعب لقلوب مرتاديه، وقد كتبتُ عنه هنا تحت عنوان (أرواحنا غالية يا وزارة النقل) وجاء رد الوزارة بأن الطريق سيُدرج ضمن ميزانية (1435هـ) وبالفعل تم إدراجه وبدأ العمل فيه قبل أشهر (معدودة) ولكن بسير أبطأ من سير السُّلَحْفَاة، مما جعل شباب المحافظة يُنشئون هذا الهاشتاق:(#طريق_العرضيات_ينزف_دم).
هذه بعض الهموم يا سمو الأمير، وقد وقفتَ على واقعها، والجميع مُتَأهِّبٌ لبشارتِك المرتَقَبة.