[JUSTIFY]أكد سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ أن الإسراع في التكفير والتفسيق بلا حجة ولا برهان , مبني على الظنون والتخرصات , فالأصل عدالة المسلم الناطق بالشهادتين المؤدي لفرائض الإسلام , مستشهداً بقول الرسول صلى الله عليه وسلم (من قال لأحد يا كافر أو يا عدو الله وليس كذلك إلا رجع عليه).
وقال سماحته في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بجامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض إن لله من على عباده نعم لا تعد ولا تحصى منها نعمة اللسان الذي يتكلم الناس به , فباللسان والعقل ميّز الله الإنسان عن بهيمة الأنعام وهو سبب الاستقامة للجوارح أو اعوجاجها , فقد جاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال (إذا أصبح ابن آدم فإن الجوارح كلها تكفر اللسان , تقول اتقي الله فينا فإن استقمت استقمنا , وإن اعوججت اعوججنا).
وأوضح أن للسان عادات عظيمة وعديدة من وفقه الله وتغلب عليها نجى وإلا هلك معدداً سماحته أبرز آفات اللسان الخطيرة التي منها السخرية بالناس والاستهزاء بهم واحتقارهم , وأن أعظم الاستهزاء والسخرية الاستهزاء بدين الله وبرسوله صلى الله عليه وسلم مبيناً أن سب الله ورسوله وسب دينه كفر ضلال يترفع المسلم عن ذلك يقول عز وجل (ولئن سألتهم ليقولنا إنما كنا نخوض ونلعب , قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون , لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم) ومن آفات اللسان أيضاً اللعان والسباب والشتام والكذب الذي هو من أخلاق المنافقين وليس بأخلاق المسلمين وقال لا يجوز الكذب إلا في ثلاثة أمور ، في الإصلاح بين الناس , وفي الحرب , وحديث الرجل امرأته وحديث المرأة زوجها.
وأضاف سماحته أن من آفات اللسان أيضاً الخصومات بالباطل , فمن عباد الله من هو فاجر في خصومته يهتك أعراض الآخرين ويسبهم وكل هذا من الخطأ , كما أن من آفات اللسان شهادة الزور وقال إنها من كبائر الذنوب , مستشهداً بقال الله تعالى (واجتنبوا الرجس من القول واجتنبوا قول الزور) , كما أن الغيبة تعد من آفات اللسان الخطيرة , فإنها هتك لأعراض الناس , والنميمة والسعي بها لإفساد الناس والتفريق بين الأصحاب والأهل والأولاد , وكذلك الإكثار من المزاح الذي لا خير فيه , محذراً سماحته من أن يطلق العنان في التحدث عن الناس , وقال إن قذف المحصنات بغير حق ورمي المسلم بما هو برئ منه من الفواحش , يقول صلى الله عليه وسلم لمعاذ (وهل يكب الناس في النار على وجوههم , أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم).
وتابع سماحة مفتي عام المملكة أن من آفات اللسان الشائعات ونقل الأخبار الكاذبة وبثها في الوسائل الاجتماعية التي تصدر من بعض الناس , ويجب على المسلم أن لا يسجى بقبولها ولا التحدث بها فإنها من الكذب , يقول صلى الله عليه وسلم (بئس مطية القوم زعموا) ويقول صلى الله عليه وسلم (كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما يقول) , مبيناً أن هذه الشائعات وهذه الأخبار إن قدر صحة شيء منها فبثها في المجتمع خطير لأنك لا تعلم مآلاتها وما تقود إليه.
وأكد سماحته أن الطعن في الناس في أحسابهم وأنسابهم وشخصياتهم بلا برهان من آفات اللسان أيضاً , عاداً ذلك من أخلاق الجاهلية التي تولد العداوة والبغضاء بين الناس , واصفاً إياها بالأمور الباطلة التي لا خير فيها.
وقال سماحته الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ إن من آفات اللسان أيضاً من يكتب ويقول في الصحافة والإعلام بأقوال كاذبة , وأراء ضالة , وأطروحات لا خير فيها , كما إن من آفات اللسان التحدث عن أولياء الأمور والقذف بهم ونشر معايبهم بين الناس بلا حجة ولا برهان.
وقال سماحة مفتي عام المملكة إن على المسلم أن يتقي الله ويعرف أن الله محاسبه عن أقواله وأفعاله , وأن يحاسب نفسه في هذه الدنيا.[/JUSTIFY]