أن من تمام نِعْمَة الله على عِباده أن جعل لهم مواسم للخيرات يستكثرون فيها الطاعات يتوجه المسلمون في هذه الأيَّام من كل بقاع العالم إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة باحثين عن المغفرة والتقوى أمر الله باداء الحج لكل مسلم ومسلمة ممن إستطاع إليه سبيلا كما قال الله عز وجل ( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ) .
وتعتبر فريضة الحج من أفضل الأعمال التي يقدمها المسلمون إلى ربهم وهي أحد اركان الإسلام الخمسة ويجمع الحج ملايين المسلمين الذين يأتون من كل فجٌّ عميق حسب الجنسيات والأعراف والثقافات في مكان واحد يرتدون ملابس الأحرام لتلبيه نداء ربهم بقلوب مُفعَمَة بالإيمان تحيطهم عناية المولى عز وجل .
والحج يبعث أَلَالفَة والمحبة بين القلوب فالمسلمون اجمعون متوحدون على مشاعر واحدة مرددون كلمة واحدة هي ( لبيك اللهم لبيك ) نداء واحد في صعيد واحد.
كما أن يوم عرفة هو يوم الحج الأكبر لأن النبي صلى الله عليه وسلم خص فيها الصيام كما قال ( يوم عرفة أَحتَسب على الله أن يكفر السنة إلتي قبله وبعده ) لأنه أعظم اركان الحج .
حيث يعتبر الحاج بعد أداء المناسك كيوم ولدته أُمَّة مغفور له كل ذنوبه فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من حج هذا البيت ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمة ) .
وقال صلى الله عليه وسلم ( الحج المبرور ما جزاؤه الا الجنة ) .
فرسالتي إلى كل الحجاج.. الحج فُرصَة إيمانيّة عَظِيمَة لا تتكرر في الحياة فابْتعدوا عن اي ممارسات قد تسئ إلى هذه الشعيرة المقدسة والْتزموا بالتَّعليمات والْأنْظمة .
فاهميّة شعيرة الحج تجسد وحدة اَلأُمة الإسلاميّة بِاسْميْ صورها وتهذيب النفوس وتطهير القلوب من الذنوب وضرورة الحفاظ على قدسيتها وتدون صفحات التاريخ .
جهود حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد أيدهم الله هيئوا كل السبل وسخروا كل الامكانات ووفروا كافة الاستعدادات الماديّة والبشريّة والْآليَّة والخدمات الصحيّة الراقيّة المتميزة التي تقدمها للحجاج لِأداء مناسك الحج بكل يسر وسهوله وَضَمان راحتهم وسلامتهم .
تقبل الله من الحجاج حجهم وجعل ذنبهم مغفورًا وسعيهم مشكورًا