شعرت بأن سر الهلال في التعامل مع النادي ككيان مازال قائماً، حينما رأيت نيمار وهو يتابع بصمتٍ وامتثال لسالم الدوسري وهو مازال ينفذ ركلات الجزاء أمام ناظريه، وهو من كان يقاتل لأجل التنفيذ، رغم أن كل الهلاليين ـ وأعتقد دون استثناء ـ تمنوا أن تُركل بقدمه، لا بقدم سالم، فضلاً عن شارة الكابتنية التي تناولها سالم و سلمان وعين البرازيلي مالها إلا تشوف.
كلنا مع الواقع الجديد الذي يفرض نفسه من خلال تواجد نجوم القمة في عالم كرة القدم في دورينا، وكلنا نؤمن بأن حتى صافرة الحكام على مستوى العالم، تعطيهم استثناءات، للحماية من الإصابات التي يُخشى عليهم ضررها، ونعلم أن كثيراً من الجماهير تحضر لأجلهم، وندرك حجم الإعلانات ولغة المال من خلال الاستثمار الأمثل لهم، لكن حينما نجد من الإدارات التي تبقي لناديها مكانته ومكانه ككيان، هو الباق وماعداه من نجوم سترحل، فهنا نرفع العقال للهلال أو أي فريق يتعامل مع اسمه في خارطة كرة القدم بهكذا مبدأ، لكن على الهلاليين ـ وإن كنا معهم في ذلك ـ أن يحذروا المبالغة في الشدة، خاصة عندما يبدأ الإعلام المضاد استغلال ذلك لزرع الشوك في طريق نجم سهل استفزازه، وتأثره بتلك الممارسات، حتى وإن كانت عقلانية.
الاتزان والموازنة مطلب لكل شيء في الحياة، ويكون أكثر أهمية حينما تدرك أنك في عالم تحكمك فيه أحياناً الجماهير وعواطفها، ولغة البيع والشراء تحت قانون (من يدفع أكثر)، لكن بالمقابل يجب أن نحترم الكيانات الكبيرة ولا يمنع أن نبقي خطوطاً للعودة نراعي فيها القيمة الحقيقية للنجوم التي تحددها مكانتهم العالمية.
بعيداً عن الهلال و المال، والظاهرة نيمار، فقد فجعنا في وسطنا الرياضي بوفاة الحكم الدولي حسن البحيري ـ رحمه الله ـ الذي أعتزل التحكيم بعد ساعتين من حادثة لاعب الأهلي عبدالرحمن أبوسيفين، حينما كسره حارس النصر كسراً مضاعفاً ولم يحتسب له أية مخالفة، بشكل غير متعمد من حكمنا، والذي لم يتأكد من خطأه إلا بعد الرجوع لفيديو المباراة، والذي يهمنا من الأمر ليس إثبات المؤكد بأن الأخطاء واردة مادامت البشرية، ولا إثبات منا لشجاعة حسن غفر الله له، حين ضحى بهوايته وأحد مصادر دخله الهامة بسبب خطأ وارد غير مقصود، وليس محور موضوعنا النقلة النوعية في حياة الحكم واتجاهه لرحلة التطوع في مغسلة الأموات، حتى توفاه الله بين الأموات، يكرمهم، حتى يكرمه الله بالأجر والمثوبة، بل ما يهمني ويجب أن يهم كل رياضي ومتابع شغوف بحب ناديه، أن نتوخى الحذر في كيل الاتهامات والسب والشتم و لعن الحكام وغيرهم، فها هو البحيري قد مات، مستغفراً ربه، ومتسمحاً من اللاعب وناديه، لكن ممن سيطلب شاتموه الحل والسماح من بعد موته.
وفاة حسن البحيري رحمه الله كانت عبرة لمن يريد أن يتعظ بغيره، وعلينا أن نتوقف عن كثير من الاحتقان أثناء التشجيع، حتى لا نقع من خلال التعصب لما لا يمكننا تداركه في الدنيا والآخرة فأول مراحل الحساب عند الله (حقوق الآخرين).
…
توقيعي /
عندما يوقظك أحدهم حتى بيديه، فأعلم أنه محب، عقله معك، وقلبه عليك.
صالح الشمراني ـ @shumrany