قلة من الهلاليين يختلفون على مستوى اللاعب علي البليهي ونجوميته التي صنعها في خط الدفاع مستفيداً بسنوات مضت من الكوري جانج هيون سو، إلى أن وصل به الأمر أحياناً أن يغطي على بعض أخطاء الكوري، لكن في النهاية هناك كاريزما وشخصية وحضور إعلامي يميز اللاعب الهلالي منذ عرفنا كرة القدم، ولعل من أبرز شواهدنا سامي وناصر، ونواف والتيماوي، والنعيمة والمعيوف، وحتى يوسف الثنيان وهو يجبر المستضيفين له والضيوف والمتابعين من خلف الشاشات على الابتسامة والضحك حد القهقهة دون أن يخدش حياءً أو يطلق عبارة تشمئز منه النفوس فقد كانوا يتبعون وغيرهم لتلك المدرسة الراقية في الحضور، والتي لربما أنها ثقافة تنقص بعض لاعبي اليوم، وحتماً أن ذلك يزعج المسؤول والمتابع الهلالي الذي لا يرضيه إلا الصدارة في كل شيء، لذا على البليهي أو غيره أن يراعوا تلك الخصوصية الزرقاء حتى في احتفالاتهم عند الفوز أو لقاءاتهم أمام الكاميرات التي تتطلب كثير من الرزانة في انتقاء العبارات والحركات التي تليق بتلك الفانيلة التي لاتعرف سوا المنصات، وغالباً أهل المنصات لا يلفتون الانتباه لهم إلا من خلال رفع الكؤوس وتحقيق البطولات وليس بسوا ذلك.
رئيس الأهلي الجديد وإدارته الشابة التي صعدت بالفريق لدوري الكبار بعد أن كاد أن يضيع من محبيه بل ومن رياضتنا السعودية إلى غياهب الظلام أسفل السافلين بدوري الأولى ولربما الثانية، لولا أنهم بعد فضل الله عليهم تحملوا المسؤولية والإرث الثقيل الذي خلفته إدارة النفيعي أولاً واستطاعوا أن ينهضوا بالمجموعة التي ضاق بها دوري يلو ذرعاً وبثوا النور والحماس والعمل ليل نهار بميزانيات أقل حتى وصلوا لنقطة العودة التي لو فقدوها هذا العام فلربما كان الفقد مؤبداّ، لذا لا أستغرب الفرحة العارمة من عقلاءهم قبل مجانينهم، ولكن ماذا لو سجل وليد معاذ لنفسه تاريخاً يبقى خالداً في أذهن الأهلاويين، كرمز باق في مصاف زعماء القلعة مثله مثل الزويهري الذي حقق الدوري ورحل، ليعلن هذا الرئيس استقالته ويظفر بالتاريخ ويحرم الكيان إدارة توافقية ناضجة لربما هي ضالة الأهلي منذ عشرات السنين التي كلما ظهرت فيها إدارة راقية، وجدت لها من معارضي النجاح من داخل الأروقة ما الله به عليم.
بدأت الأوساط الإعلامية الخارجية قبل المحلية تهمس برغبة كريستيانو بالرحيل عن ملاعبنا السعودية بسبب الأجواء النصراوية التي شحت عليه بالبطولات بعد إذ تعود عليها في كل عام المرة والمرتين والثلاث، ليس محلياً فحسب، بل وقارياً، لكن من سوء حظنا كمحايدين، وسوء حظه و حظ النصر أن هذا الموسم رغم ما مني به الأصفر من دعم ملاييني إلا أنه كان ومازال عام بملامح العجف الذي ربما سيحرمنا من هذا الظاهرة ونحن متشوقون لقدوم منافسه الأرجنتيني بثياب شقيقه الأزرق لتحتدم المنافسة و تتسمر الأعناق ملوية والأنظار شاخصة من جميع أصقاع العالم باتجاه الرياض.
.
.
توقيعي /
قبل أن تودع عزيزًا لأنه لا يملك المبادئ، حاول أن تزرع فيه ولو بالقوة الناعمة كيف يصنعها لنفسه، حتى تستطيع أن تقول لنفسك إن رحلت يومًا (من يزرع الورد، يومًا سيشم رائحته).