تواصلت المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان، اليوم (الأربعاء)، رغم الاتفاق على هدنة بوساطة دولية كان يفترض أن يلتزم بها الطرفان لمدة 24 ساعة إلا أن دويّ الانفجـارات وأزيز الرصاص ما زالا مستمرين في الخرطوم.
وسُمع دوي انفجارات وإطلاق رصاص بمطار الخرطوم ومحيط القيادة العامة بالعاصمة ذاتها، ودفع تواصل الاشتباكات بين الجانبين اليابان إلى الاستعداد لإجلاء مواطنيها، لتكون بذلك أول دولة تعلن عن خطط من هذا القبيل.
الجنود المصريون في الخرطوم
أعلنت قوات الدعم السريع، نقل الرعايا المصريين الذين كانوا في مطار مروي خلال الاشتباكات التي وقعت السبت الماضي، إلى العاصمة الخرطوم تمهيدا لتسليمهم إلى السلطات المصرية.
وأشارت إلى أن الجنود المصريين بصحة جيدة ويتلقون الرعاية اللازمة وسيتم تسليمهم متى سنحت الفرصة المناسبة لذلك وفقاً للأوضاع التي تمر بها البلاد.
اتهام متبادل بخرق الهدنة
أصدر الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بيانين تبادلا فيهما الاتهامات بعدم احترام وقف إطلاق النار، وقالت القيادة العامة للقوات المسلحة إنها ستواصل عملياتها لتأمين العاصمة والمناطق الأخرى.
واتهم الجيش قوات الدعم بعدم الالتزام بالهدنة ولا سيّما في محيط القيادة العامة للقوات المسلّحة ومطار الخرطوم، حيث نفّذت وحدات الجيش طلعات جوية لإسكات نيران مصفّحات القوات في العاصمة.
واتهمت قوات الدعم السريع الجيش بنشر مليشيات الأمن الشعبي والدفاع الشعبي وكتائب المجاهدين المتطرفين في الأحياء السكنية التي أجبرت السكان على مغادرة منازلهم، وقذف خطوط إمداد المياه والكهرباء بالأسلحة الثقيلة؛ مما فاقم الوضع المعيشي للمواطنين لارتباط خدمتي المياه والكهرباء بالكثير من الخدمات الضرورية.
انقطاع الخدمات
تسببت الاشتباكات التي تشهدها السودان في انقطاع خدمة الكهرباء بدارفور بسبب أعطال ناجمة عن الاشتباكات، فيما أعلنت وزارة الصحة السودانية خروج مستشفى أحمد قاسم بالخرطوم عن الخدمة.
وقالت نقابة أطباء السودان إنّه تمّ قصف مستشفى الشعب بالطيران، حيث تضرر المبنى الإداري، ومبنى الحـوادث، وصهريج المياه، وسكن الممرضات بمستشفى ابن سينا الجامعي، مطالبة بتوفير ضمانات من طرفي الصراع لتأمين مسارات وسلامة سيارات الإسعاف.
وأعلنت النقابة خروج 39 مستشفى من الخدمة في الخرطوم والولايات المتاخمة لمناطق الاشتباكات، مؤكدة مساعيها لإطلاق بمبادرات لفتح مستشفيات ميدانية إضافية.
حالة من الهلع بين سكان الخرطوم ودعوات لإخماد الفتنة
أودى القتال بين الجانبين بحياة 270 شخصاً على الأقل، وسادت حالة من الهلع بين سكان الخرطوم.
ومن جهتها، أصدرت قوى الحرية والتغيير بالسودان بياناً حول الأحداث الجارية، مشيرةً إلى أنها تواصل الجهود من أجل إخماد الفتنة التي أشعلت الحـرب في البلاد، داعيةً جميع القوى المحلية والدولية إلى التكاتف لمعالجة الكارثة الإنسانية التي نتجت عن اندلاع المعارك.