تلعب حاضنات العناية المركزة المنقذة للحياة دورًا مهمًا في بداية حياة المولود الجديد، ولكن وجد الباحثون أنها قد تعرض الأطفال أيضًا لأصوات أعلى ورنين تزيد من خطر إتلاف سمعهم الحساس، بحسب ما نشره موقع New Atlas نقلًا عن دورية Frontiers in Pediatrics.
28 ديسيبل
في حين أن الضوضاء في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة NICU وتأثيرها على المرضى المعرضين للخطر كان موضوع العديد من الدراسات، فإن هذه النتائج الجديدة تلقي ضوءًا جديدًا على الحاضنات التي يقضي فيها الأطفال أيامهم الأولى أو أسابيعهم أو أشهرا في بعض الأحيان.
إلى هذا، اكتشف علماء من جامعة فيينا الطبية MUV، بالتعاون مع علماء من هامبورغ وميونيخ وأوسنابروك، أن القياسات الصوتية التفصيلية المأخوذة من محاكاة معقدة لنماذج داخل الحاضنات وخارجها أن ترددات معينة يتردد صداها داخل الفضاء، مما يؤدي إلى زيادة الضوضاء مستوى يصل إلى 28 ديسيبل.
حماية الخدج
وقال الباحث المشارك في الدراسة من جامعة فيينا كريستوف رويتر: “إن دافع فريقنا البحثي متعدد التخصصات يتعلق بالسؤال: لماذا يعاني العديد من الأطفال المبتسرين من ضعف السمع”، معربًا عن اعتقاده بأن ما تم القيام به من قياسات في سياق الدراسة “يمكن أن يكون سببًا رئيسيًا. ولكن، لفهم كيفية حماية الأطفال الخدج من مستويات الضوضاء المرتفعة، فإن هناك حاجة إلى معلومات دقيقة عن البيئة”.
فيما تعد وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة NICU نفسها بيئة صاخبة، وغالبًا ما تتخطى مستوى 45 ديسيبل، الذي أوصت به الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال. يحدث ضعف السمع في 2-10% من الأطفال المبتسرين، الذين يحتاجون إلى حاضنات، مقابل 0.1% في حديثي الولادة الذين لا يقضون ساعاتهم أو أيامهم الأولى في وحدات العناية المركزة.
تأخير تعلم الكلام
في حين أن الضوضاء لها مجموعة متنوعة من التأثيرات السلبية المباشرة مثل انقطاع النفس، فإن ضعف السمع في هذا العمر يمكن أن يؤدي إلى المزيد من المشكلات طويلة المدى مثل التأخير في تطوير اللغة. تخفف الحاضنات الكثير من مستويات الصوت في وحدات العناية المركزة للأطفال حديثي الولادة، لكن هذه الدراسة تشير إلى أنها ليست كاملة كما كان يعتقد في البداية.
قال الباحث المشارك ماتياس بيرتش من جامعة الموسيقى والفنون المسرحية في فيينا: “ركزت دراستنا على ضوضاء الحياة الواقعية المختلفة ومستوياتها بالإضافة إلى خصائصها الزمنية، وذلك بهدفين رئيسيين؛ أولهما هو وصف وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة وبيئة الحاضنة، وثانيهما هو توفير الوعي من خلال تقديم مواد تفاعلية لمواقف الحياة الواقعية”.
داخل الرحم والحاضنة
على عكس ما يحدث في الرحم، حيث يتم كتم معظم الأصوات بواسطة السائل الأمينوسي ويتم توصيلها بترددات منخفضة، تحتوي بيئات الحاضنات على عناصر عالية التردد وأصوات مفاجئة، خاصة عند التعامل معها أو فتحها. نظرًا لأن البيئة الخارجية أعلى نسبيًا، فقد تم التقليل من شأن ضوضاء هذا التفاعل مع الحاضنات.
وقال كبير الباحثين دكتور فيتو جيوردانو من جامعة فيينا: “كصناديق مغلقة، عادة ما يكون للحاضنات صدى متأصل عند حوالي 100 هرتز. وتكون الأصوات، في هذا النطاق، داخل الحاضنة عالية بشكل استثنائي”.
تقديرات أقل من الواقع
بينما تركز الدراسات غالبًا على مستويات الديسيبل الموزونة لتحديد التعرض للصوت، يقول الباحثون إن هذا القياس يلبي احتياجات آذان البالغين. وأظهرت نتائجهم مستويات أعلى بكثير من الديسيبل غير الموزون، مما يشير إلى أن طرق القياس المعتادة تقلل بشكل كبير من تقدير الضوضاء التي يتعرض لها الأطفال في الحاضنات.
سبل تقليل المخاطر
أوضح دكتور رويتر أن نتائج الدراسة “غير قابلة للتعميم على جميع الحاضنات المتوفرة في الأسواق. علاوة على أنه تم قياس مستويات الضوضاء في غرفة محاكاة في ظل ظروف مثالية وليس في ظل ظروف يومية، حيث يكون الصوت الناتج عن البيئة أعلى”.
ويضيف الباحثون أن الصوت يمثل جانبًا حسيًا مهمًا لتطور الأطفال حديثي الولادة، لذا يجب أن يكون هناك وعي أكبر لكيفية رنين الأصوات داخل الحاضنات. يمكن أن يؤدي ذلك إلى تصميم أفضل واستخدام لهذه المعدات الطبية الحيوية ويخفف من مخاطر تلف السمع.