تواصلت فعاليات المؤتمر السعودي للشبكات الذكية 2022، في يومه الثاني، والذي ينعقد تحت رعاية وزارة الطاقة بفندق هيلتون الرياض، بأربع جلسات حوارية، وسبع أوراق عمل متخصصة.
وناقشت الجلسة الأولى التشريعات والتوجهات المستقبلية في الشبكات الذكية، واستعرضت نماذج من تطبيقات الشبكات الذكية في تحليل البيانات وتخطيط الشبكات، وإدارة استهلاك الطاقة والتحول الرقمي وتقدير الأحمال المتعلقة بالسيارات الكهربائية، واختتمت بعرض من هيئة تنظيم المياه والكهرباء حول التشريعات القائمة، المتعلقة بدعم تطبيقات الطاقة المتجددة وآلية مراجعة التشريعات وتطويرها، بالتعاون والمشاركة مع الجهات ذات العلاقة، وأثرى الجلسة نخبة من الخبراء والمختصين السعوديين والعالميين، ممثلين لعدة جهات بارزة منها أرامكو السعودية، ومعهد الملك عبدالله للبترول، والمركز الوطني للمعلومات، والمختبر الخليجي، وهيئة تنظيم المياه والكهرباء، بالإضافة لمراكز بحثية من دولتي ألمانيا والبرتغال.
أعقب ذلك كلمة المهندس عبد الرحيم الحفظي رئيس الاتحاد العربي للكهرباء، أشار فيها إلى التحولات العميقة والمتسارعة بقطاع الطاقة، وما ستخلفه من أثر على منظومة الطاقة في العالم العربي. لافتاً إلى أن الاتحاد يسعى لمواكبة التحوّل عبر الاصطلاحات المستمرة التي تهدف لدمج التقنيات الجديدة بالمنظومة.
وبحثت الجلسة الثانية تطور الشبكات حيث أكد معالي محافظ الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة الدكتور سعد بن عثمان القصبي، أن رؤية المملكة ٢٠٣٠ جسدت العمل التشاركي بين القطاعات والجهات الحكومية والخاصة ويعتبر هذا المبدأ أساسياً للعمل لتحقيق النتائج الفاعلة، وتعد المواصفات القياسية مُمكنة لجميع مكونات الشبكات الذكية وقدرتها على التحقق من مطابقة المنتج وفقاً لمعايير الجودة، مبيناً أن المملكة لديها أكثر من 500 مواصفة قياسية تغطي أغلب مكونات الشبكات الذكية.
وأشار معالي الدكتور عبد الرحمن آل إبراهيم محافظ هيئة تنظيم المياه والكهرباء خلال نفس الجلسة إلى أن توفير التنظيمات ممكن مهم للعمل والاستثمار بكفاءة لتقديم خدمة أفضل للمستهلك، وعلى راس ذلك كانت مبادرة العدادات الذكية والتي تعتبر نقلة نوعية قادتها منظومة الطاقة بإشراف سمو الوزير رئيس مجلس إدارة الهيئة وبمشاركة عدد من الجهات الأخرى.
كما وأن تطبيقات الشبكات الذكية مكنت المستهلكين ان يكونوا شركاء ومنتجين للكهرباء وليسوا مستهلكين فقط.
و أشار معاليه الى اهتمام الهيئة وبشكل استباقي لإصدار التنظيمات التي تحقق التقدم السريع في مكونات الشبكات الذكية كالتي تتعلق بالطاقة المتجددة وانظمة تخزين الطاقة وانظمة شحن السيارات الكهربائية وغير ذلك.
وأوضح معالي الدكتور محمد التميمي محافظ هيئة الاتصالات والتقنية والفضاء، أن الهيئة تولي الأولوية للبنية التحتية الرقمية لرؤية 2030، موضحاً أنها مثلت الإلهام الذي مكنهم من تحقيق العديد من المنجزات خلال فترة قصيرة، مضيفاً “لقد عملنا مع منظومة الطاقة لإتمام المبادرات التكاملية التي تخدم المواطن، سواء في حلول النطاق الضيق لإنترنت الأشياء المستخدم لتمكين العدادات الذكية، أو عبر مراكز البيانات والحوسبة السحابية التي ستستخدم لتمكين الشبكات الذكية، وهو ما مكننا – ولله الحمد – من إصدار أكثر من 16 تنظيما يتقاطع مع مجال الشبكات الذكية في المملكة.
وتناول معالي مدير مركز المعلومات الوطني الدكتور عصام بن عبدالله الوقيت إسهامات الذكاء الاصطناعي في قطاع الطاقة ودوره في خفض التكاليف وتوفير الطاقة والقدرة على التأقلم مع التغيرات، من خلال التعلم الآلي والعميق واستخلاص التوقعات والرؤى، وتحسين عمليات صنع القرار من خلال إنشاء خوارزميات قادرة على اكتشاف الأنماط والعمليات المختلفة، إضافة إلى زيادة عمر البطاريات الافتراضي بنسبة 40% من خلال برمجيات التحليلات الذكية للبطاريات التي تعمل على تعديل حدود الجهد وتقليص الاستخدام، مشيراً إلى الخطط المستقبلية لتطوير الخدمات المقدمة من سدايا والتي تشمل تفعيل دور مركز التميز للذكاء الاصطناعي في مجال الطاقة “المشترك بين وزارة الطاقة وسدايا”؛ لتمكين وخدمة منظومة الطاقة بشكل أكبر، وتطوير حلول الذكاء الاصطناعي للتحديات ذات الأولوية لقطاع الطاقة، وتدريب ونقل المعرفة وتبادل الخبرات في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي وغيرها من الإسهامات.
وأعلن المهندس نمر الشبل الرئيس التنفيذي لشركة المياه الوطنية، من خلال جلسات المؤتمر عن انطلاق رحلة الإصلاح في قطاع المياه بناءً على رؤية 2030، استناداً على ما اعتمدته الاستراتيجية الوطنية للمياه لسلسلة القيمة لقطرة المياه، بدءاً بالإنتاج وانتهاءً بالتوزيع، مشيراً إلى الإصلاحات التي جمعت خدمات المياه في كلّ مناطق المملكة تحت مظلة واحدة هي شركة المياه الوطنية، لتُدار بمركز اتصال واحد وبنظام فوترة موحّد، وتنجح في تركيب مليوني عداد في فترة قياسية.
وأكد المهندس مازن بهكلي الرئيس التنفيذي للشركة السعودية لشراء الطاقة، خلال الجلسة الثالثة التي ناقشت مستقبل المرافق الذكية إن توفر البيانات التاريخية غير كافٍ لوحده، وإنّما يتطلب وجود الأدوات اللازمة والخبرة الكافية للاستفادة من البيانات في التنبؤ بالأحمال بشكل لحظي وأسرع وأفضل، مردفاً بالقول: لقد ساعدت إعادة هيكلة القطاع على توفير آلية طرح المشاريع بشفافية، وبات لدينا تصوّر واضحٌ للنمو خلال السنوات السبع القادمة، مع وجود السيناريوهات المرتبطة بنمو إجمالي الناتج المحلي.
وشدَد خالد القنون، الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للكهرباء، خلال الجلسة على أن هنالك رؤية واضحة للشركة قائمة على التكامل مع منظومة الطاقة، والتمكين القويّ للكفاءات الوطنية الشابّة، والاستعداد للتحولات الناتجة عن إصلاحات قطاع الكهرباء بالمملكة، معتبراً أن ذلك مكّنهم من إعادة هيكلة الشركة والوصول إلى الربحية، علاوةً على استثمار 50 مليار ريال في قطاع نقل الكهرباء خلال الفترة القادمة.
وفي الجلسة الرابعة والأخيرة، التي جاءت بعنوان الاستدامة والطاقة المتجددة تحدث جيتو ديونارين من شركة أرامكو السعودية عن دور البيانات وأهمية جودتها ودقتها لتكون حجر الأساس للتحول الرقمي، معتبراً أن تغذية النماذج التحليلية الممتازة ببيانات تفتقر إلى الدقة سيمنح نتائج سيئة، واقترح بعض السبل المستخدمة لتحسين جودة البيانات، فيما تحدث محمد التميمي من شركة ترشيد عن رحلة المملكة مع تخفيض استهلاك الطاقة، خاصة بعد اطلاق المركز السعودي لكفاءة الطاقة للمساهمة في تحقيق هذا الهدف، عبر تأسيس شركة ترشيد لإدارة هذه المهمة عبر نماذج عمل تجارية تُسرع نمو السوق وتؤهل الكفاءات السعودية، وذلك عبر التعرف على مواطن الترشيد، وتمويل مشاريعها، وإدارتها.
وكشف الدكتور عامر سعيد من الشركة السعودية للكهرباء عن استخدام المحاكاة الهجينة في تطبيقات وحدات التحكم واسعة النطاق للتخميد، في ظل الظروف المختلفة وتقييمها عبر اختبار المعدات وتقييم أداء وحدات التحكم، كما تحدث المهندس ماجد الرويلي عن دور شركة المياه الوطنية في إنتاج الطاقة المستخلصة من الوقود الحيوي الناتج عن مخلفات المياه، وهو ما سيحد من أثر التلوث البيئي الناتج عن المجاري، مشيراً إلى التعاون بين الشركة ووزارة الطاقة في رسم المبادئ التنظيمية للوقود الحيوي.
واستعرض المهندس جيف تشاي من مجموعة شنت الصينية تجربة استخدام حلول تكامل الطاقة الشمسية في المرافق المختلفة وتوظيف الشبكات المصغرة الذكية في المدن الصناعية منخفضة الكربون، أعقبه تيم سبيرينغ، مدير منتجات الأتمتة في شركة لوسي للإلكترونيات، متحدثاً عن التطورات في حلول أجهزة التحكم الكهربائية في الشبكات الذكية، والتي تشمل إدارة التقطع الكهربائي، المرونة، حماية الشبكة، والأمان، والتي تساهم جميعاً في تحقيق أهداف الاستدامة والموثوقية.
وقدم المهندس أحمد الصقر عرضاً يصف فيه تجربة الشركة في إنشاء نظام منفصل عن الشبكة للطاقة الشمسية الكهروضوئية ونظام لتخزين الطاقة بالبطارية، الذي استخدم لتغذية أحد مواقع الشركة النائية بالكهرباء، متقدماً بطرح عدة مقترحات لتحسين المبادرات الشبيهة مستقبلاً، تلا ذلك تقديم المهندس عمرو الشرفاء من مركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البترولية نموذجاً تنبؤي يصف فيه سيناريوهات أثر الانقطاعات الاجبارية، وكمية الطاقة التي تلتزم المرافق بتوفيرها على خيارات التوسع في أنظمة التوليد، ليخلص إلى أن هنالك تكاملاً مهماً بين أنظمة الطاقة الكهروضوئية وتخزين الطاقة، واختلافاً بمقدار 10% في الاستثمارات.
الجدير بالذكر أن جلسة عمل عن الابتكار في الطاقة تخللت أعمال اليوم الثاني بمشاركة عدداً من طلاب رابطة موهبة المتميزين، وشهدت تقديم عروض قصيرة عن أبحاثهم وإنجازاتهم أمام الحضور المختص، وتم تكريمهم لتشجيعهم على الاستمرار بمسيرة التميّز.