في مثل هذه الأيام من السنة الماضية نقلت لنا وسائل الإعلام، الرسمية وغيرها، خبر وفاة الإعلامي القدير (عادل التويجري)، ولم نكتف بالعزاء فيه لأهله والأقربين، بل كل شرائح المجتمع بمختلف ميولهم الرياضية قد تبادلوا بينهم العزاء فيه، كدليل قاطع على أن الشعرة بين الانتماء والتعصب، وكسب المحبة من عدمها، هي شيء واحد كان اسمه (عادل).
فها نحن وبعد عام حزن خيم سواده على إعلامنا الرياضي، بسبب فقد رجل بحجم المثقف، والمفوه، واللبق، والقلب الأبيض، الأستاذ عادل التويجري رحمه الله، والذي ما زال بيننا بروحه، ونقائه، ودماثة خلقه، فما أن يذكر إلا وتلهج له الألسنة دعاءً بالرحمات..
وقتها أفردت له مقالا كتبت حروفه (بحبر العيون ودمع القلم)، وتحدثت فيه عن دمعة جارنا المتعصب ضد الهلال، والذي كشف حينها ندمه على كل مشاعر (عدم رضا) عن (أبي غيداء)، حين يتكلم عن هلاله، أو ضد منافسيه..
سألت جارنا حينها ما سر الدعاء والمحبة لعادل الآن؟؟؟ فرد بعبارة بسيطة اختصرت كل الحكاية، حين قال (عادل كان صادقا في كل كلمة يقولها، سواء عن فريقه، أو ضد البقية، وأثبتت الأيام حين استرجعنا كلماته بنفس غير مجيشة ضده أنه لم يكن مطبلا للهلال، ولا قاسيا بظلم للمنافسين).
وبعد أن هدأت موجة الحزن نسبيا رغم ديمومة جرح فراقه أعدت هذه الأيام سؤالي للجار عن الفقيد رحمه الله، وسر تحوله لمحبته، فكانت الإجابة هذه المرة بمثابة درس للجميع، مع أنها لا تختلف عن إجابة السنة الماضية.
وكعادة المبدعين، رد جاري على السؤال بسؤالين/
هل ترى (الكذب) والتدليس الذي يمرره علينا أكثر كبار إعلامنا (المحسوبين على رياضتنا)؟؟؟
فقلت: لربما..!
ثم سأل/ هل ذات مرة شعرت بأن عادلا يستغل منابره المتاحة ليمرر كذبا مثلهم؟؟؟
فقلت: حاشا أبا غيداء أن يكذب.
قال: إذا هو (سر) محبتنا له، والذي ندمت وبكيت على تأخري بذلك، حتى أعلنوا لنا فجأة قبل العيد رحيله.
واليوم، بالفم المليان نرسلها عبر صفحات (اليوم) لكل من سيقرأ مقالي، فإن كنت تؤمن بالرحيل الذي لن يستشيرك الله فيه، فلماذا مازلت تكذب، وتكذب، وإن كان زيادة متابعيك (همك الأول) فبإمكانك أن تأخذ الجميع لمنصاتك بثبات ورزانة وحرص على محتواك، دون أن تسقط من أعين من حولك، الذين كانوا يرون فيك ما لم تره اليوم في نفسك.
توقيعي:
تقبل الله منا ومنكم الصيام، والقيام، وصالح الأعمال، وجعل الله عيدنا عيد خير ونفع للبلاد والعباد، ورحم الله موتانا وموتى المسلمين.