كبيرة من الكبائر ، ونقطة سوداء في صحيفة كل من سلك طريقها ،وتجرأ فسبح في وحلها ، وسيق فهوى في قعر جحيمها .
إنها تأكل الحسنات ، وتشعل نار البغضاء ، وتبث الكراهية ، وتنصب شباك العداوة وتجلب الانتقام ، وتضعف الإيمان، وتجعل صاحبها يتعدى حدود الله ، فيقع في أبشع ما حرم سبحانه ، وتفقده ذكر الله ، وتحرمه المغفرة والأجر العظيم ، الذي وعد الله عباده ، قال تعالى : " إِنَّ ٱلْمُسْلِمِينَ وَٱلْمُسْلِمَٰتِ وَٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَٰتِ وَٱلْقَٰنِتِينَ وَٱلْقَٰنِتَٰتِ وَٱلصَّٰدِقِينَ وَٱلصَّٰدِقَٰتِ وَٱلصَّٰبِرِينَ وَٱلصَّٰبِرَٰتِ وَٱلْخَٰشِعِينَ وَٱلْخَٰشِعَٰتِ وَٱلْمُتَصَدِّقِينَ وَٱلْمُتَصَدِّقَٰتِ وَٱلصَّٰٓئِمِينَ وَٱلصَّٰٓئِمَٰتِ وَٱلْحَٰفِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَٱلْحَٰفِظَٰتِ وَٱلذَّٰكِرِينَ ٱللَّهَ كَثِيرًا وَٱلذَّٰكِرَٰتِ أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا" .
حرّمها الله بنص القرآن ، وحذر منها نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- ،
وقد صورها القرآن في أبشع صورة ؛ تقشعر منها الأبدان ،
وترتعد لها الفرائص والأركان ، وتخر لها القوى .
إنها الغيبة وما أدراك ما الغيبة ، سوقها رائجة في المجالس والاجتماعات و في رحلات البر والكشتات وتجمعات المزارع وجنبات الاستراحات، وبين أروقة أماكن العمل ومطاعم المولات و الأسواق .
فالغيبة ليس لها كفارة إلا التوبة وحفظ اللسان .
فإياكم ثم إياكم أن تذكروا أحداً من إخوانكم بسوء في غيبته ؛ استجابة لأمر الله ؛ قال تعالى : " ولايغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه " .
أيها المغتابون اطلبوا الحل ممن اغتبتموهم، وتصدقوا ولو بجزء من أموالكم على نية من أكلتم لحومهم بألسنتكم في مجالسكم ، وتفكهتم بأعراضهم في غيابهم ؛ عل الله يتجاوز عنكم ، ويكتب الخير ويجزل الثواب ويصون الألسنة من كل سوء ويسخرها للذكر في كل وقت وآن ؛ لترجح كفة الحسنات في الميزان يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.