هلَّ علينا (رمضان)، وتجاوزت أيامه نصفه، ورغم دوامات المدارس، التي لها ما لها، وعليها ما عليها، من أثر في نفوس أفراد الأسرة، التي اعتادت المرح والفرح بلياليه، والروحانية الخالصة بأيامه، إلا أن جميع من (أيَّد وعارض) قد تأقلموا مع مرئيات الوزارة، ومضى أسبوعان بكل تقلباتهما، بجد واجتهاد، لم يمنع بعض (تعبها) أن نشعر كالعادة، بسرعة انصرامه، للذة إيمانية، لم يستطع الدوام تغييبها عن شهرنا الكريم.
وبعيدًا عن المدارس، ونومة الصباح، وطلاب ما زال (بعضهم) حاضرا دون غياب، ومعلمين أثبتوا أنهم أبطال لكل المراحل، سيبقى حديثنا عن رمضان ولياليه الملاح، التي ارتبطت ببساطة المجتمع، وحبه للحياة، واستمتاعه بأوقاته في المباحات، وساعده في ذلك (أمن وأمان ورغد عيش) تنعم به بلادنا الحبيبة، بفضل الله ثم بفضل قيادة حكيمة.
وبما أن الحديث عن رمضان، ولياليه، فإن مفتاح مقالي اليوم، تساؤل من حارس مرمى فريق حارتنا، الشاب (خالد أحمد دغسان)، عن سبب ارتباط كرة الطائرة بشهر رمضان، والذي جعل (ديمومة) حضورها أشبه بكبسة سحور، وسمبوسة إفطار معتادة على سفرتنا.
شاركت في (سناب شات)، على استفتاء خالد، ورددتُ عليه بأن تواجد كرة الطائرة في السنوات الماضية، كان بسبب قلة التكلفة لأدوات اللعبة، وسهولة إضاءة الملعب بكشافة واحدة، أو اثنتين على الأكثر، ولكفاية اثني عشر لاعبًا، لأمسية ماتعة تستحق المتابعة.
أما استمرار اللعبة إلى يومنا هذا، رغم ملاعب كرة القدم الفاتنة، ذات الأضواء الكاشفة، فله علاقة بالارتباط الروحي بالطائرة وكأنها شيء من الوراثة، التي تناقلتها الأجيال، لتستمر بكامل سحرها، وجمالها، وجذبها للاعبين والمشاهدين، كأحلى سهرات رمضان على الإطلاق.
وبعيدًا عن خالد، أنا مَن يسأل مباشرة اتحاد الطائرة هل استثمرتم في شهرنا هذا، التواجد المكثف للعبتكم المسؤولين عنها وعن لاعبيها ومتابعيها استثمارًا أمثل؟؟؟ لتبقى، وتستمر، وتتطور، والأهم أن يتغلغل حبها، ويزداد الشغف بها في نفوس أجيالنا والأجيال القادمة.
بما أن جميع المحافظات السعودية ومعظم أحيائها وقراها ما زالت تمارس اللعبة، ففكرة استثمار ذلك سهلة جدًا، وأدناها التنسيق مع الجهات المعنية لاستحداث بطولات بأسماء المحافظين وأمراء المناطق، ودعمها ورعايتها والقيام عليها، أسهل على شبابنا من مجرد استحداث فكرة كهذه.
أميرنا وزير الرياضة وأنت الرياضي بالفطرة فرغم ثقتنا باتحاد كرة الطائرة إلا أن شبابنا بحاجتك للأمر بتسريع فكرة استغلال ارتباط اللعبة بشهر رمضان، فهي فرصة سانحة على طبق من ذهب لنجاحات أعظم، ونتائج أكبر، ستبهر العالم، ولن نحتاج لسنوات لتحقيق تلك الرؤية، فالبنية التحتية شبه جاهزة، والأرض خصبة بالمواهب والأفكار الخلَّاقة.
ختامًا.. مصيبة ألا نبحث عن الفرصة، وإن تركناها حين تأتي، فالمصيبة أعظم!
توقيعي:
ودعت محافظتنا في جمعة فاضلة، وشهر كريم، أحد أكبر رموز تجارتها، وأرضها ما زالت مبللة بعطائه وإحسانه، رجل قامت أسر واستقامت، بفضل إصلاحه ذات البين بينهم، العم أحمد بن محمد العاصمي، رحمه الله، وأحسن العزاء لنا فيه.