مقولة خالدة أطلقها الإعلامي أحمد الشمراني منذ أمدٍ على نادي الهلال، ولم يجرؤ إلى اللحظة أحدٌ على محوها من سجلات تاريخ الرياضة والإعلام السعودي، فالأرقام تتجدد كل عام لتأكيد صحة عبارته الشهيرة، بينما انتمائه لنادٍ منافس أعطى لها طعما ذا نكهةٍ أجمل مما لو أن قائلها من بني هلال.
لقد قال ذات مرة إن «الهلال ثابت والبقية متحركون»، ويقصد بالثبات ديمومة صعود منصات التتويج، الذي لا يبقي لبقية الأندية في كل موسم إلا التعاقب على منافسة الأزرق ومحاولة الاقتراب من بعض أرقامه.
ورغم أن المقولة صادقة ومعبرة، ولا يمكن المساس بسطوتها، وعطرها الراقي، الذي ما زال يفوح عبيره، في زمنٍ عصيب، يقوده بعض مَن لا يفرق بين التعصب والانتماء، والحقيقة والهراء، إلا أنني استبيح أبا محمد عذرا أن يمنحني التلاعب بكلمات عبارته، ويسمح لي بصياغتها «بوجهٍ آخر»، لن يفوق الأصل، ولكنه سيمنحها بروازا نجدد به ـ اليوم ـ تلك المقولة لتبقى.
لذا وعلى خطى مقولة الأستاذ أحمد وبنفس معانيها ـ ولكن بعكس لفظها تماما ـ أقول «الهلال متحرك والبقية ثابتون»، نعم فالأرقام ما زالت تؤكد أنه المتحرك نحو كل المنصات، ومختلف البطولات المحلية والقارية، والعالمية، يسعى إليها ويصلها، ثم يعود في كل موسم فيجدد الوصل بها، بينما الآخرون ثابتون بأماكنهم، يحاولون ولا يفلحون، وإن وصلوا مرة، فإنهم يغيبون لمرات.
إذن فلنتفق مع كل المحايدين بأن الهلال مدرسة قائمة بنفسها، تدرّس القارة فنون القتال والشراسة والبسالة والجسارة، مدرسة تزرع في نفوس طلابها قوة التحمل، وتسقي ذلك بالأمل الذي يتكئ على العمل، مدرسة مديرها يعمل لها وباسمها، لا لاسمه ورسمه، معلموها يتناوبون، فهذا يأتي وذاك يغادر، دون أن يمس أحدهم الآخر بكلمة قد تفسر بغير الحب والتقدير.
وفي زمن شكاوى المدربين واللاعبين الراحلين ضد أنديتهم، نجد معظم راحلي الهلال يسجلون أنفسهم بعد المغادرة أعضاء شرف، يشجعون، ويدعمون، ولا يشتكون، مما يؤكد أن البيئة جاذبة وملهمة لتذوق الذهب.
وبعد كل هذه المنجزات، وإتقان العمل، وجودة الأداء، وحسن التعامل، ألا يحق للمسؤول عن رياضتنا أن يرغم الهلال على فتح بواباته صباح مساء أمام الراغبين في التزود بمستلزمات النجاح، ومهارات التفوق؟؟؟ مع أنني متأكد بأن الهلال أصبح كتابا مفتوحا أمام كل قارئ نهم يهمه المحتوى النظيف ذو الرقي والفائدة.
توقيعي /
لا تتألم من جرحٍ خنقك ولم يقتلك، فهو مَن سيبعث الحياة فيك من جديد.