تعلمنا ـ مجازاً ـ بأن الكيانات الكبيرة تمرض لكنها لا تموت، بينما القريبون من شارع التحلية يدركون بأن رئيسهم الطيب جداً يتجه بهم لطريق منحدرة تزدان جنباتها بالتوابيت، بفعل مدرب، انكتب (الفقر الفني) بين عينيه، وبين هذا وذاك مازلنا نسأل عن ولد المحياني وعن موقعه من الإعراب.
قبل أن نحمّل طرفاً من الثلاثة (غير المجانين) كما يبدو لي، يجب إنصافاً لهم استعراض شيء من تاريخهم، قبل أن تتحول في عهدهم مساحات الأهلي الخضراء لأرضٍ خاوية من أعشابها، رغم وفرة المياه وعصب الحياة.
النفيعي تم تكليفه برئاسة الأهلي سنة 2018 لموسمٍ واحد، وبناءً على ضغط الجماهير غادر قبل انتصاف المدة، فعلى حد تعبيره يرى أن نائبه أخبر منه، وفوق تواضعه الجميل يمتاز (بالإيثار) أيضاً، فقد اعترف بأنه فضّل أن يرحل ليبقى المدرب، وهنا أيضاً صورة من صور (الحب) للمدربين تجعله أكثر تشبثاً بهم متى ما حضر، وأكثر (احتراماً) لعقودهم مهما ساءت الظروف.
نتذكر حينها ترحيباً كبيراً من محبي الراقي بتلك الاستقالة، غاب أربعاً وعاد مجدداً قبل بدايات هذا الموسم ولم تفاجئنا تلك الأيادي التي صفقت لرحيله أن تكرر التصفيق لعودته، لأنهم بطبعهم أوفياء، لا يغضبون كثيراً لكنهم يسامحون سريعاً، لذا تجدهم لا يتوقفون كثيراً عند النتائج السيئة حتى وإن تسببت بحرمانهم بعض المنصات، لذا تجد العويس ـ سابقاً ـ يخفق بالمباريات، ويشطح بالتصريحات، ويصفونه بالحراق لمجرد النكاية بالغير، بينما (السومة) يحلق للعاصمة خفيةً عنهم، لتوقيع عقدٍ آخر مع (نصرهم) المفضل، ولم يعد للعروس إلا بتدخلات أهل الخير، ومازادهم ذلك إلا عشقاً له وللنصر، وفي النهاية طار الحارس، وبقي العقيد بمستوياته المتذبذبة رغم موهبته الخارقة، يتأرجح بهم، فحيناً يشعرهم بعدم رضاه فيصمتون، وليبقى بالمشهد يكتفي بمنحهم تصريحٍ براق ليلطف به مشاعرهم البريئة..!
لذا لا غرابة في مبالغتهم بالترحيب بماجد، إذ لهم مع الجنون حكايات.
دعونا من ماجد فربما بلغة (المال) الذي بات يمتلكه أن يغير شيئاً من خارطة الفريق متى ما أجاد فن الاختيار لمن حوله، ولنسأل مباشرةً من أحضر له هاسي؟؟؟
فهل هو موسى المحلل الفني المتمكن؟ إن هو، فهل وقع ضحية إقناع سمسار أوهمه بأن الرائد أصبح حصاناً أسود مع ذلك الألباني؟ وإن فرضنا بأنه رأى فيه ما لم يره أبناء القصيم فالسؤال الذي يلقي بنفسه ألم يخذلك هاسي بعد؟؟؟
أما المدرب فسيحسم أمره بشعار السابقين (مرتبي، أو الجزائي، حتى وإن شرب العشاق من بحر جدة).
ختاماً على النفيعي أن يبقى وهاسي من يرحل، وأن يضيف موسى لخبراته شيئاً من المرونة، وأن يدرك الفارق بين الملاعب وإمكانياتها، والاستديوهات وتنظيراتها.
توقيعي:
لو فتح قلبي، لقال تباً لظنونه.