ما زال النصر يبحث عن نفسه، رغم الثقل الفني الذي يعيشه بوجود أبوبكر وتاليسكا، والبقية باستثناء الحارس، كان مؤهلاً لآسيا وخسرها أمام الهلال، اقترب من كأس الملك، فسقط أيضاً في فخ الهلال، ودورياً وبوجود حمدالله كان يفترض أنه بطل الشتاء، ولكن شيئاً من كل هذا لم يحدث.
مالٌ موجودٌ بكثرة، ودعم جماهيري حاضر، وملعبٌ يزخر بالنجوم، ونتائج مخيبة لآمالٍ بدأت تنحني.
بالأمس دخل النصر (ربع نهائي كأس الملك) منتشياً بترتيبه بالدوري، وباكتمال هجومه ونجومه، في ملعبه وبين جمهوره، ليلتقي بهلالٍ ما زال يبحث عن نفسه فنياً منذ تحقيقه اللقب الآسيوي، إلا أنه فقد فرصة التأهل وخسر مباراة منحه فيها الهلال فرصة التقدم بهدف تعب فيه كثيراً أبوبكر وأبدع فيه تاليسكا، لكن تعبير الأخير عن فرحته تختصر لك الفوضى الإدارية التي تغلغلت حتى وصلت لصدور لاعبين أتوا دون خلفية مسبقة عن دورينا و(الديربي) و(طقطقات) جماهيره، لنجدهم بين عشية وضحاها ـ في النصر بالتحديد ـ يعيشون أجواء المدرجات دون رادع، أو على الأقل دون ناصحٍ لهم.
كنت أعتقد أن ظهور تاليسكا في وسائل الإعلام بوسط الموسم لمهاجمة المغادر (حمدالله) مجرد هفوة ولن تمررها الإدارة، ولكن حينما يحتفل بهدف السبق بطريقة منافسيه فهنا أكثر من علامة استفهام، الإجابة عليها ستكشف الحال التي وصل إليها مسلسل الإخفاق الإداري.
أما الهلال فنظلمه إن لم نتكلم عن شخصية البطل التي يمتلكها بشكل حصري، فإن خفت نجم أحد لاعبيه سطع آخر، وإن حاول أحدهم أن يخرج عن الملعب فدكة البدلاء مصيره، تلاعب جارديم بأعصاب جماهيره لفترة طالت لكنها لم تخلو من البطولات، قد ينخفض مستوى بعض لاعبيه، ويتهور بعضهم في نيل الكروت، لكن في النهاية الثقافة الزرقاء تعتلي المشهد، ويبقى في المشهد، وذلك بتماسك الفريق من جديد.
رغم الخماسية في مرمى الشباب والفوز بالديربي إلا أن كل ذلك يمكن تجييره لمغادرة جارديم، أما دياز فما زال الهلاليون ينتظرون منه عملاً فنياً كبيراً ينتشل الدفاع من بعض تخبطاته التي بدأت تتكرر في كل مباراة.
ختاما.. نبارك للهلال هذه السطوة على النصر في مباريات حسم التأهل للبطولات الكبيرة، وتمتد التهنئة للاتحاد الذي مسح من ذاكرة محبيه القريبة مآسي المواسم الماضية، وبات الحسم عندهم مجرد تسعين دقيقة، بينما التهنئة للشباب حاضرة بشيء من الأناقة المقترنة بمستوى فني هيأ البلطان أدواته، ليعد له شاموسكا بأوراقه، ويترجمه بالملعب بانيجا ورفاقه، كما نبارك للفيحاء (تأهل) مستقبله ممكن، ولكنه صعب، أما الأهلي فخلص الكلام فيه، وفي مدربه، وصبر إدارته، وصبر الجماهير عليهم.
توقيعي:
فكر بهزيمة خصمك مرة، وفكر بانتصارك عليه مائة مرة.