كشف المجلس الصحي السعودي ممثلا بالمركز الوطني للقلب، أنه لا توجد علاقة بين تلقي اللقاح المضاد لفايروس كورونا المستجد «كوفيد-19» والاعتلالات القلبية والشريانية، مؤكدا أن العدوى الشديدة الناجمة عن الإصابة بكورونا هي المسبب الرئيسي للتلف الشديد في الرئة الذي تصاحبه اعتلالات قلبية وشريانية، حيث تتطلب بعض حالات المصابين بالعدوى الفايروسية التنويم في المستشفى لفترة زمنية طويلة والإقامة في العناية المركزة.
ودعا المجلس في بيان أصدره اليوم (الثلاثاء)، إلى تجنب تداول وتصديق الشائعات حول لقاحات فايروس كورونا المستجد «كوفيد-19»، مؤكدا أهمية الحرص على أخذ المعلومات من الجهات المختصة المعتمدة في السعودية، مع أهمية الالتزام بالإجراءات الاحترازية والتوجيهات الصادرة من الجهات المختصة.
وأوصى المجلس بالتأكيد على توصيات وزارة الصحة المتعلقة بأهمية أخذ لقاح كورونا ومأمونيته وفعالية دوره في الحفاظ على الأرواح وسلامتها من الاعتلالات الناجمة عن الإصابة بالفايروس، حيث إن فوائد اللقاح تفوق بكثير أي مخاطر محتملة للأعراض الجانبية المتعلقة به، وذلك يأتي بعد مراجعة مجمل الأدلة التي شملت أكثر من 280 مليون مريض مصاب بكورونا المستجد «كوفيد-19» وأكثر من 4 مليارات جرعة لقاح تم تلقيها في جميع أنحاء العالم وأكثر من 50 مليون جرعة لقاح تم تلقيها في السعودية.
وقال المركز في بيانه: لحماية الأشخاص والمجتمع من عدوى الفايروس ينبغي تلقي اللقاح، وارتداء الكمامة، والتباعد الجسدي، ومراجعة الطبيب في حال وجود الأعراض التالية: ارتفاع درجة حرارة الجسم، ضيق في التنفس، ألم في الصدر، آلام في العظام والعضلات، خفقان القلب.
وأفاد بأن العديد من الدراسات قيّمت الآثار الجانبية المحتملة للقاحات فايروس كورونا المستجد «كوفيد-19»، وتوصلت إلى أن آثارها الجانبية نادرة جدا، وإن حدثت فهي خفيفة وذاتية الشفاء، كما أثبتت الدراسات أن تلقي اللقاح هو السبيل الأنجح ليس فقط لتفادي الإصابة بالفايروس، ولكن أيضا لتفادي المضاعفات الشديدة الناتجة عن الالتهابات المرتبطة بعدوى الفايروس التي من الممكن أن تؤدي إلى تلف بالرئتين واعتلالات القلب والشرايين.
وقال المركز إن الجهود التي بذلتها السعودية أسهمت في التصدي لجائحة كورونا وتخفيف أثرها الصحي والاقتصادي على النظام الصحي والمجتمع، ولوحظ ذلك بشكل خاص في فئة كبار السن والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة تجعلهم أكثر عرضة للإصابة من غيرهم بعدوى شديدة؛ كون عدوى الفايروس تؤثر بشكل أساسي على الجهاز التنفسي وتظهر بأعراض مثل الحمى وآلام العضلات والعظام وضيق التنفس والسعال.
وأضاف: ولكون فايروس كورونا المستجد يؤثر على صحة القلب، فإن المجلس الصحي السعودي ممثلا بالمركز الوطني للقلب، وبعد مراجعة العديد من الدراسات الحديثة يود الإيضاح بأن بعض المرضى المصابين بهذا الفايروس يصابون بتلف في القلب يظهر على شكل التهاب حاد في عضلة القلب، وهي حالة تكون مؤقتة أو ذاتية الشفاء في أغلب الحالات، وقد تؤدي في بعض الحالات إلى اعتلال العضلة وقصور في كفاءة وضخ القلب على المدى الطويل أو الدائم، إضافة إلى ذلك يمكن أن يصيب الالتهاب الأوعية الدموية في الجسم وينتج عنه تخثر في الدم، مما يؤدي إلى انسداد هذه الشرايين، ومن المعروف أنه عندما تتأثر الشرايين التي تغذي عضلة القلب أو الشرايين التاجية، فإن ذلك يؤدي إلى حدوث نوبة قلبية أو ما يسمى باحتشاء عضلة القلب.
وتابع: يمكن أن يظهر فايروس كورونا بصورة أكثر حدة وخطورة لدى المرضى الذين يعانون مسبقا من أمراض القلب والأوعية الدموية، وقد يستوجب ذلك دخولهم إلى وحدات العناية المركزة للتنفس الصناعي، أو حتى لدعم الدورة الدموية بمضخات وأجهزة صناعية مثل (ECMO)، وقد أظهرت الدراسات الحديثة أن نحو 20% – 30% من المصابين بالفايروس الذين لم يتلقوا اللقاح ويحتاجون إلى دخول المستشفى يصابون بدرجات متفاوتة من تلف عضلة القلب المرتبط بالتهاب فايروس كورونا المستجد.