تناولت دراسة علمية جديدة التأثير الإيجابي والمفيد الذي تقوم به الدهون لدى الأشخاص المصابين بمرض السكري من الدرجة الثانية.
وبحسب البحث المنشور في مجلة Diabetologia، والتي تم إجراؤه تحت أشرف علماء سويسريين، فقد اكتشفوا أنه في ظل ظروف معينة، تساعد الدهون خلايا بيتا في البنكرياس على الحفاظ على مستويات طبيعية للسكر في الدم، وبالتالي إبطاء تطور مرض السكري من النوع 2.
ووفقًا للإحصاءات، يؤثر مرض السكري من النوع 2 على واحد من كل عشرة أشخاص في العالم، ويتسبب في ذلك أنماط الحياة المستقرة والأطعمة عالية السعرات الحرارية حيث يضعفون عمل خلايا البنكرياس ويقللون من فعالية تنظيم نسبة السكر في الدم. يحدث مرض السكري من النوع 2 نتيجة خلل في خلايا بيتا في البنكرياس المسؤولة عن إفراز الأنسولين. هذا ويعطل تنظيم مستويات السكر في الدم ويمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة في القلب والعينين والكلى.
في السبعينيات، ظهر مفهوم “السمية الدهنية”، مشيرا إلى أن تعرض خلايا بيتا للدهون يتسبب في تدميرها. لذلك، غالبا ما يوصي خبراء التغذية مرضى السكري من النوع 2 بتقليل الأطعمة الدهنية. ومع ذلك، أظهرت دراسة حديثة أجراها علماء من جامعة جنيف أن خلايا بيتا المنتجة للأنسولين في البنكرياس أقل عرضة للمعاناة من السكر الزائد إذا كانت قد تعرضت سابقا للدهون.
للتمييز بين تأثيرات الدهون والسكر، عرض العلماء خلايا بيتا للسكر الزائد والدهون، ثم مزيجًا من الإثنين. وتمَّ التأكد من سمية السكر لأول مرة. وأظهر الباحثون أنَّ خلايا بيتا المعرضة لمستويات عالية من السكر تفرز بالفعل أنسولين أقل بكثير من المعتاد. من ناحية أخرى، سمحت الدهون لخلايا بيتا بالتكيف مع السكر الزائد.
ومن خلال دراسة أكثر عمقًا، اكتشف العلماء أن قطرات الدهون في الخلايا ليست خزانات ثابتة، بل هي الأماكن التي تحدث فيها الدورة الديناميكية لتراكم الدهون وتعبئتها. وتساعد جزيئات الدهون التي يتم إطلاقها في مراحل معينة من هذه الدورة خلايا بيتا على التكيف مع السكر الزائد، مما يسمح للأخير بإنتاج إفراز الأنسولين الطبيعي تقريبًا.
ويقول العلماء إنه لتجنب تطور مرض السكري، من المهم الحفاظ على هذه الدورة، على سبيل المثال، من خلال النشاط البدني المنتظم.