بنهاية دوام يوم أمس الخميس 23 ديسمبر 2021 ، أمضى أخي وزميلي ورفيق دربي مُدير الرواتب والنفقات في تعليم وادي الدواسر هادي محمد الفالح توقيعه الأخير في سجلات الإدارة بعد خدمة امتدت لـ 37 عاماً ، عمل خلالها بكل أمانة وإخلاص وعطاء وتفان لاحدود له ، وكان خلال تلك المدة مثالاً للموظف صاحب العمل الدؤوب المتواصل ، رغم ما كان عليه العمل في بداية ممارسته له من ظروف صعبة وقلة للأمكانات المتاحة، إلا أنها لم تثنيه عن مواصلة العطاء والتأثير على زملائه إيجاباً وحثهم على العمل كفريق واحد لجهاز الرواتب والنفقات ، حتى تقاعد كنموذج ترفع له القبعة تقديراً وأحتراماً كنموذج ما أجمل أن يُسار على خطاه .
لقد عرفت الأخ هادي الفالح منذُ أيام الدراسة بالمرحلة المتوسطة ، وجمعتنا العلاقة من خلال وجودنا في صف دراسي واحد ، وازدادت حينما كنا سوياً نمثل المدرسة معاً في فريق كرة القدم في دوري مدارس المحافظة ، ثم اصبحنا زملاء في فريق المحافظة لكرة القدم حيث كنا نمثلها على مستوى المملكة ، إلى أن اصبحنا شركاء في تأسيس وبدايات نادي الصحاري ، وتستمر العلاقة بتواجدنا في العمل سوياً ننتسب لإدارة التعليم بمحافظة وادي الدواسر، فوجدته في كل تلك المحطات من حياتنا نّعم الأخ الوفي المتسامح ، القادر على تخطي الأخطاء وهفوات الآخرين ، يتسم بالعطف على من حوله ، ويحافظ على مشاعر الآخرين ، إذا تحدث كانت كلماته وعباراته رقيقة ، يعشق عمله المكلف به وهو سر نجاحه الذي جعله في عمل واحد طيلة وجوده في العمل الوظيفي رغم عمله مع خمسة مدراء تعليم كل له شخصيته وطريقته إلا أنه استطاع بخبرته وعمله الذي يتحدث عنه أن يستمر فيه رغم صعوبته خاصة مع بدايات العمل وقبل أن يتحول إلى محوسب ، فقد كان جل عمله أرقام ، وليست اية أرقام فقد كانت الغلطة تعني الكثير حتى ولو كانت صفراً الذي يعني الخطاء الفادح حينما يكون على يمين اية رقم ، إلا انه وبتوفيق من الله استطاع أن يصل الى يوم تقاعده بأقل الأخطاء التي تُغفر مقارنة بعدد السنوات وحجم العمل .
أن مثل الأخ هادي وهو يغادر مكتبه مرفوع الراس أن نذكر شيء من حقه لتتعلم الأجيال أن صاحب العطاء سيتحدث عنه عمله والآخرين ، وان سيرهم ستبقى شاهدة على ما قدموا ، رغم معرفتنا أننا من خلال تلك الأسطر لن نوفيه حقه فكل الكلمات تصمت خجلاً أمام ماقدم من جهد متميز وعمل دؤوب ملء الأرض حباً بتحمله لتلك المسؤولية الصعبة ، فشكراً لكم على كل ما قدمتم ، وكتب الله أجركم ، وجعل ما قدمت في ميزان حسناتك ، وأن يكون شاهداً لك لاعليك ، ووفقك الله في قادم حياتك وجعل قادم ايامك خيراً من ماضيها .