ما يحدث في البيت النصراوي صدمةٌ لمحبيه، وهم يشعرون بأن ناديهم يعيش وكأن تحته كنزا من الملايين لا ينضب، كتبنا قبل بدء الموسم في هذه الزاوية تحديداً بأن النادي لا يسير في الطريق الصحيح فغضبوا!
انتقدنا (الحلافي) فاتهمونا بالقسوة عليه، إلى أن استقال -أو أقالوه- ولم نذكّرهم بما حذرناهم منه، وحين كلفوا (عبدالغني) خلفاً لسلفه أفردنا لهم في هذه الزاوية مقالاً بعنوان (عبدالغني ولد عم الحلافي)، كتحذيرٍ عالي الخطورة بأن فريقهم يتجه للطريق المنحدرة، لكن العاطفيين منهم وصفوا المقال بأنه أداة تثبيط لإدارة السويكت ورفاقه..
رحل الدكتور (بخيره وشره) وليس في جعبة انتصاراته المميزة (عن الآخرين) سوى ملعب احتفل به وكأنه حقق بطولة العالم للأندية، وتربع بعده مسلي آل معمر على عرش رئاسة النصر، وكررت ما قلته ذات مرة عن سامي الجابر حين ترأس الهلال، فالأول إعلامي والثاني لاعب، ولا يعني أن آل معمر حين مرّ برابطة دوري المحترفين (رئيساً) أنه سيملأ كرسي رئاسة نادٍ بحجم النصر، وأسطورية الجابر كلاعب وإداري ومتحدث بارع لا تعني بالضرورة أن كرسي رئاسة الهلال سيكون بالأمر اليسير عليه.
قد يكون الهلال قد استفاد من تجربة سامي من حيث نوعية وجودة الاحتراف الخارجي، لكنهم لم يسمحوا للتجربة أن تطول، بل عادوا للعمل المؤسساتي الذي اعتادوا عليه، والذي تمتلك فيه إدارة النادي زمام الأمور، وأبقت على مبدأ تقدير الداعمين، دون تمكين لهم من (الأمر والنهي) داخل أسوار الفريق.
غادر سامي الكرسي الأزرق سريعاً وهو ما زال متوشحاً بشرف الزعامة قبل أن يدخل في متاهات الأندية الكبيرة وميزانياتها، التي تشترط رئيساً ذا (فكر) اقتصادي أكثر منه كفكرٍ كروي لا يمتلك ملاءةً مالية مضمونة المداخيل.
وكلنا يعلم أن تلك الفترة كانت استثنائية حتى تصحح الأندية بعض رؤاها القديمة وتبدأ مرحلة جديدة من الخصخصة والكفاءة المالية، فكان ذلك أحد مبررات تواجد سامي والسويلم وغيرهما في سدّة الرئاسة لفترة مؤقتة، وانتهت بلحظتها وأظنها لن تعود.
لكن أن يتعاقب على النصر رئيسان بنفس الفكر العائم والنتائج غير الجيدة، رغم الدعم اللامحدود، فهنا يحق للمشجع المكلوم أن يخرج عن صمته ويسأل ويتساءل عما يحدث من إخفاقات متتالية، وهل سببها إعلام من فئة (مع الإدارة يا شقرا) فضلّلهم وأضل ناديهم؟
أم أن هناك حرباً على الكفاءات جعلت ـ على سبيل المثال ـ الإداري محسن الحارثي وسلفه البريكي خارج أسوار الإدارتين المتعاقبتين على الفريق مؤخراً؟
أسئلة تدور في فلك المحيط النصراوي خلقت بعض الضجيج في المساحات الصفراء، والتوترات على منابر الإعلام المختلفة بين المحبين للكيان دون أن يجدوا إجابة شافية، أو تحليلا منطقيا من إعلاميين أخذوا من أصفرهم وجماهيره الحضور والشهرة، وحين غرق في نتائج لا تليق به، اكتفوا بالمشاهدة من مكانٍ بعيد..!
توقيعي /
قد تكون سيّداً لزمانك، لكن المكان ليس بمكانك!!!