كنخلة عربية شماء أصلها ثابت وفرعها في السماء، يقف الأمير الشاعر المثقف خالد الفيصل منارة في ضمير الشاب السعودي وفي عينيه..
بصوته الرزين المنبعث من أعماق التاريخ السعودي المجيد يروي الأمير الملهم للشباب حكايات مضمخة بالجلال ، تصمت الجوارح في دهشة وهي تراقب الكلمات تتقاطر من محاريب الجمال المتفرد بلا حدود..
وترف القلوب وهي تسمع الأمير يتحدث عن والده الملك الشهيد مستخدما كلمة أبي..! هكذا بكل بساطة..يقول عمي فهد وعمي سلطان وعمي سلمان وخالي سعود ، ثم يتسامى صعودا في فلك المجد فيقول جدي عبد العزيز..!!
رفقا بنا!!
أي جد وأي حفيد ياخالد!
أي أب وأي ابن ياخالد!
أي عم وأي ابن أخ ياخالد!
أي خال وأي ابن أخت ياخالد!
سرب من الجمال يتهادى على غيمة مختالة بين البروج في سموات تتسع وتبتعد وتموج ..
جثا شاب سعودي على ركبتيه وهو يصيخ سمعه لحكايات الأمير البدوي ، وهو يكاد يسمع دف نعلي التاريخ تقترب رويدا وتبتعد رويدا، تداعب خطواته المنتظمة خفقات قلبه اليافع..
يقول الأمير القدوة:
أخبرني عمي فهد بتعييني أميرا لمنطقة عسير ولم يوافق ذلك رغبتي الشخصية فتوجهت لوالدي الذي رد علي بجملة صغيرة مقتضبة: أطع أعمامك!!
تقلد الأمير هذا الجملة وطوق بها عنقه مدى الحياة..
درس بليغ في الطاعة..وإن خالف الأمر في النفس هواها..
درس بليغ في الطاعة لولي الأمر، للقائد، للوالدين، للأكبر فضلا وقدرا..
عاش الأمير مطيعا لولاة الأمر منذ نعومة الأظفار إلى نضارة الشباب حتى جاوز الثمانين ولم يزده ذلك سوى هيبة ومهابة ..
يتحدث الأمير عن الإسلام فتبرق عيناه وتموج الدماء في وجنتيه وكأنه المسلم الوحيد على هذه الأرض، ويناضل دون العربية وكأنه السيف الأخير الذي لايزال يذود عن لغة القرآن ويحمي حماها..
درس بليغ في استشعار أكبر النعم الربانية على الإطلاق: نعمة الإسلام، ودرس بليغ في الاستغراق في حب اللغة التي اختارها الله عز وجل من فوق سبع سموات لتستوعب كلامه سبحانه..
يتحدث عن الملك سلمان فتشرق كلماته بنور الحب والإجلال وهو يقول : هو قدوتي ..
تشعر بحرارة الدماء وهي تتدفق في عروقه حين ينطقها: هو قدوتي في كل شيء في العمل والشخصية والإدارة، وكنت ألجأ إليه في حل جميع مشاكلي..
أي قدوة!! وأي مقتد!!
أي عظمة يعيشها الشاب السعودي وهو يعاصر تفاصيل هذه الملحمة الإنسانية بجميع تفاصيلها الملهمة..وأي فتح فكري وأي إلهام إنساني وأي تغذية روحية وأي قبس يتسلل إلى خلايا عقله فيشحذها بالنور وهو يرى بأم عينيه القدوة الملك سلمان ..والمقتدي الأمير خالد الفيصل..
والتاريخ هناك يقف مكبل اليدين وقد أغلق صحفه وجفت أحباره واكتفى بابتلاع عجزه وهو يسمع الأمير خالد ماثلا أمامه كنخلة عربية شماء أصلها ثابت وفرعها في السماء ، وفي المجرات القريبة تقرع حوافر المجد : خيول الجد العظيم والأب العظيم والعم العظيم والوطن العظيم...!!