بالنسبة للهلال فقد مللنا (المباركات) المحلية والدولية لحضرة جنابه، ولن يسمع عاشقوه تهانينا إن فازوا، من ضجيج أفراحٍ مزمنة ما زالت تهتف باسمه من شرق الأرض لأقصى غربها.
بينما فوز النصر إن حدث فلن يكون غريباً وسط هذا الدعم الأصفر غير المسبوق، لذا فلن نمنحه المباركة حتى يضيف بطولة دوري أبطال آسيا لخزينته لأول مرة في تاريخه، وهذا هو الأهم والمهم لدى العشاق الحقيقيين للكيان إذ لا علاقة لهم بجماهير (الوجبات السريعة) الذين يكفيهم احتفالاً وفرحاً الفوز على منافس تقليدي، واعتبار ذلك بطولة موسم كبرى..!
فعفواً قطبي العاصمة، فهكذا يجب أن نتعامل مع حدث عظيم وفقاً لمعطيات اللحظة وتوقيتها وأدواتها دون نسفٍ لتاريخٍ لا يجرؤ أحد على تزييف أرقامه وقراءته بغير حروفه التي كُتب بها.
ولو كانت موقعة الثلاثاء بين قطبي الغربية فلن تختلف الكلمات، فالشبه يكاد يكون حد التوأمة بين المعطيات الفنية والتاريخية آسيوياً بين أقطاب (جدة والرياض) باستثناء الدعم المادي آنف الذكر الذي يغرد به النصر خارج السرب.
وإن كان هناك من مباركات وتهانٍ فهي بلا شك تذهب لوزير رياضتنا الشاب الذي لم يضيّع ثقة القيادة فيه، ودعمهم له، فنحت في الصخر آيات الجمال بريشة فنان مخلص في عمله، ماهر في أدائه ومبهر في النتائج، التي تحدث عنها منتخبنا بالأمس، وتتحدث أنديتنا عنها اليوم بتأهل أحدها لنهائي القارة، فضلاً عن منجزات واستضافات لا مجال لحصرها الآن.
الهلال والنصر يكفي أن نقول لهما شكراً لتسيدكما غرب القارة وننتظر منكما إحكام القبضة على غربها، فالمراكز الثانية صارت بالنسبة لنا مكاناً متأخراً لا نرضاه بعد أن كانت حلماً نقدّر من يحاول الاقتراب منه.
بما أن موعد كتابة المقال يسبق ديربي القارة بساعات لذا لا معنى لأي توقع فني للمباراة، لكن يبقى لنا كثير من الأمنيات أن ينتهي حدث المساء بفرحة لأحدهما تسجل باسم الوطن، دون أن يفسداها بالخروج عن النص في تعابير (الاستياء والفرحة)، فالكل يتابعنا من خارج الحدود بشغف، وأي إساءة لن يكون وقعها على أحدهما فحسب، بل سيتعدى ضرر بعضها لسمعة وطنٍ بأكمله.
لذا على الخاسر أياً كان أن يحافظ على ثقته بنفسه ويبقى كبيراً في عيون الآخرين ومحترماً لنفسه وأهله ووطنه وأن لا يسقط في وحل التعصب فيسيل لعاب الفائز ليزيده تنكيلاً وحسرةً فوق ما يعانيه من ألم الخسارة.
أما الفائزون فعليهم أن يفرحوا بهدوء وعقلانية إن كانت نواياهم تحقيق البطولة فعلاً، أما إن كانت بطولتهم انتهت بمجرد فوز على منافس فليأخذوا بأيام السّعْد حدّها حتى يأتي من يذيقهم في النهائي أضعاف ما سيمارسه بعضهم بالبرامج والمساحات.
توقيعي:
النصر الحقيقي، أن لا تخسر (أي شيء) حينما تفوز..!