لا يكاد يمرّ يومٌ في حياتنا الاعتيادية دون سماع كلمة تنمر ، فما هي دلالاتها وإلى ماذا تشير ، فوفقاً لليونسف يعرف التنمر بما يلي : التنمر هو أحد أشكال العنف الذي يمارسه طفل أو مجموعة من الأطفال ضد طفل أخر أو إزعاجه بطريقة متعمدة ومتكررة. وقد يأخذ التنمر أشكالًا متعددة كنشر الإشاعات، أو التهديد، أو مهاجمة الطفل المُتنمَّر عليه بدنيًا أو لفظيًا، أو عزل طفلٍ ما بقصد الإيذاء أو حركات وأفعال أخرى تحدث بشكل غير ملحوظ .
ولا يقتصر التنمر في مضمونه على الأطفال فقط ، بل يشمل أفراداً بالغين وجماعات وأعراق متعددة قد تكون ضحية أو مفتعلة له .
ويحدث ذلك نتيجة عدة أسباب مختلفة ومتفاوتة من شخصٍ لأخر وأولها اختلال ميزان القوى بين الأشخاص أو الجماعات فتحاول الكفة الأقوى فرض سيطرتها على الكفة الأخرى من الميزان وإخضاعها لسيطرتها او قد يكون ناجماً عن عقدة نفسية نتيجة نقص في شخصية المتنمر كالوحدة أو تغطية جانب ضعيف في شخصيته وأحياناً يكون التنمر ناتجاً عن التنمر بذاته فيحاول الشخص إفراغ غيظه وغضبه أو احباطه بالتنمر على أشخاص أخرين نتيجة تنمر أحدٍ عليه .
وللتنمر أشكال متعددة وأنوعٌ مختلفة ويشتمل عدّة جوانب نذكر منها :
- التنمّر الجسدي: أي الضرب، والدفع، والعرقلة، والتسبب بالأذى للأخرين وغيرها مم التصرفات الجسدية المؤذية .
- التنمّر اللفظي: وهو ما يشمل النعوت، والتلقيب، والإهانة، والترهيب، والتجريح، والتهديد، والتعيير، والتعييب.
- التنمّر الاجتماعي: هدفه الإساءة إلى سمعة الشخص وتشويهها أمام المجتمع وإبعاده عنه وتلفيق الأكاذيب والشائعات بغرض تحقيق ذلك .
- التنمّر على الإنترنت: عبر وضع أمور مهينة للشخص سواء علنًا أو بالسر، مثل رسائل، وصور، وفيديوهاتبهدف السخرية منه وجعله محط سخرية .
- التنمّر الجنسي: أي قصد القول أو القيام بأعمال مؤذية أو مهينة جنسيًا للشخص الآخر، مثل تعابير مهينة، وحركات جسدية ذات معنى جنسي غير لائق، وهو غالبًا ما يبدأ في سن المراهقة ويترك طابعاً سلبياً جداً على نفسية الفرد .
- التنمّر العرقي: وهو التنمّر على عرق أو دين أو لون أو جنس الشخص الآخر. وقد يصل هذا النوع من التنمّر إلى شمل كل أنواع التنمّر المذكورة أعلاه واصلاً إلى أمور قد تكون شنيعة في بعض الأحيان .
ومن الواضح لأغلبية المجتمع أنّ هذه الظاهرة مزعجة للغاية وتهدد المجتمع بشكل كبير ويحاول الناس ووكالات حقوق الإنسان بشكل عام التخلص منها وتوعية الناس إلى مدى خطورتها ، وهنالك عدة سبل في سبيل علاج والتخلص من التنمر ابتداءً من الطفل الصغير وصولاً إلى المجتمع عامةً ومن خلال عدة طرق منها :
• تعزيز ثقة الأشخاص الواقعين ضحية للتنمر عن طريق الحديث إليهم وخصوصاً الأطفال منهم ، حيث يتوجب على الأهل دعم أطفالهم وتعزيز ثقتهم بنفسهم وإظهار الاهتمام الكبير لهم لتجنب سلبيات التنمر النفسية عليهم كالانعزال عن باقي الأطفال ومقاطعتهم .
• أيضاً يجب نشر ثقافة الوعي ضد التنمر في المدارس وتثقيف الأطفال حول ماهية التنمر وتأثيره ومن واجب المعلمين التحدث للأطفال وتوعيتهم حول ذلك .
• يجب أيضًا على المجتمع نشر ثقافة التوعية ضد التنمر في أوساطه عبر المنشورات والمبادرات المجتمعية وتثقيف الأشخاص حول أضراره وما يسببه من أذى سوف ينعكس سلبيًا في المستقبل على المتنمرين وينشر البغض بين أفراد المجتمع.