،،
يتفق حتى غير المحبين للاعب المغربي عبدالرزاق حمد الله بأنه هداف برتبة موهوب، لا يعيبه التهديف بقدمه أو بالرأس، مهاجم يهابه المدافعون، وبريشة فنان يرسم الفرح للمدرجات، وبقدر ما يصنعه لمدربيه من أمل، إلا أنه يعرضهم أحياناً للحسد عليه، فحين يغيب، حضوره يكون أهدافاً، وحين يحضر فلا أحد بعدها سيحتمل غيابه.
،،
قدمه النصر للمدرجات كورقة غالية الثمن في الملعب وبورصة المحترفين، بينما هو قدّم النصر لمحبيه بثيابٍ زاهية كأنها من العهد الماجدي.
،،
ورغم كل ذلك، إلا أنه لم يعلو بعرش النصر لسماء آسيا، ومحلياً كان المأمول أكثر من بطولات إحداها كانت مجرد السوبر، فحلم اللاعب وفريقه أكبر مما تحقق لهم في سنوات الضخ المالي التي ربما لم يشهدها النادي منذ تأسيسه..
،،
لذلك، الكل يسأل العلّة فيهم أم فيه؟؟؟
المتابع بعين ثاقبة لرياضتنا وطريقة تعامل إدارات أنديتها مع الاحتراف، يجد أن السمة الأبرز عند أكثريتهم هي العمل بخوف من جماهير تحكمها عواطف لا تهتم بعقود الملايين، لذا تجد العدل بين اللاعبين غائبا، ومبدأ العقوبات لا نكاد نراه، والقرارات تتأخر وإن أتت فهي بصورة مهزوزة تدعو للاشمئزاز أحياناً.
،،
وبعيدا عن النظرة التشاؤمية للعمل الإداري في أكثر أنديتنا، فإنني أعود لعبدالرزاق وحكاية تعامله مع زملائه بالملعب، وتمعضه من المدربين، وكذلك الإداريين الذين لم يسلموا من حركاته ولعل أقل ما شاهدناه تجاههم قصة (التبليك) الشهيرة.
،،
لذلك، وفي ظل وجود ترسانة النجوم التي ثمنها فيها بالنصر، فإنني أرى بأن العقل يجب أن يطغى على العاطفة، وخاصة بأن (مسلي) الرئيس إعلامي سابق ولن تغيب عنه مزاجية اللاعبين، أما المدرب فكان الله في عونه فربما يشتعل رأسه شيباً أكثر مما هو عليه.
،،
وعلى هذا فاستغلال أوج عطاء اللاعب هذه الأيام ستتيح الفرصة لمسيري النادي الاستفادة من تسويقه بتراضٍ وبمبلغ يضمن لهم الربح ويجنبهم خسائر محتملة، فلربما لن يثق أحد بمستقبلٍ بداياته تشبه الماضي.
،،
نحن لسنا ضد بقاء لاعب بإمكانيات حمد الله فهو إضافة لدورينا، لكن مانخشاه هو تكرار المآسي الاحترافية عندنا التي تبدأ بضغط الجماهير، وليتها تنتهي عند الشرط الجزائي، وإنما يمتد بعضها للمحاكم الرياضية لنبقى رهينة قرارات الفيفا التي لا ترحم طيبتنا أو سذاجتنا أحيانا.
،،
أقدر أن عودة اللاعب وتسجيله في لقاء التعاون قد رسمت الفرحة لمدرجات مرسول بارك، لكن المتوقع ـ وللأسف ـ بأن هناك مشاكل ستنتظر المنظومة الصفراء في الملعب ومحيطه الخارجي، بسبب وهج نجوم مؤثرين بحجم تاليسكا وأبوبكر قد تدفن (الغيرة) من خلالهما أي (مغرور) في مقابرها، وعندها الأحقية بحصد كل البطولات ستصبح مجرد حلم كان ممكناً وبات مستحيلاً.
،،
توقيعي/
بين النجاح والفشل قراران أحدهما يمنحه القلب والآخر يصدره العقل!