تسعد العين عندما ترى الأشجار المزهرة المثمرة، ويسري ذلك المنظر الرائع المؤثر إلى مواطن السعادة فتشرق وتبدد ظلام اليأس والحزن والتشاؤم .
فإذا كان هذا حال تأثير الأشجار المزهرة المثمرة، فكيف سيكون تأثيرك أيها الإنسان الإيجابي على كل من حولك ، لاشك أنك ستزهر حيثما أنبتك الله ؛ فكلٌّ مُيَسّرٌ لِمَا خُلِقَ له .
أنت أيها الأب ورب الأسرة النواة والممتدة عليك أن تزهر في بيئتك التي أنبتك الله فيها ؛ فبث روح الأمل والسعادة في أسرتك ، وانشر الفرح والمرح فيهم ، لبِّ واشبع كل احتياجاتهم ، وفق قدراتك وإمكاناتك " لا يكلف الله نفساً إلا وسعها " .
وأنت أيتها الأم تلك المدرسة الفريدة التي تعد الشعوب الطيبة الخصال والصفات الحميدة ، عليكِ أيضاً أن تزهري في بيئتك التي أبنتكِ الله فيها ، بري بوالديك أحياءً وأمواتاً ، واجتهدي في تربية أبنائكِ التربية الصالحة ، وأدي حقوق زوجكِ على الوجه الأكمل، وراعي حقوق جيرانكِ ؛ لترضي ربك، ولتجعلي كل ماتعملنيه خالصاً لوجهه الكريم ، لا تريدين من أحدٍ من البشر جزاءً ولا شكوراً .
وأنت أيها الطبيب المختص المعالج هنيئاً لك ، فكم خفف آلام مرضاك ، وكم أنقذت أرواحاً من مضاعفات خطيرة ، وكم سهرت لياليَ وأياماً متواصلات؛للعناية بمرضاك في غرف العناية المركزة ، وخارج العيادات .
فأنت بهذا العمل مزهرٌ في بيئتك التي أنبتك الله فيها ، فكن دوماً مزهراً حيثما كنت في مقرات العمل وخارجه ، فأنت البلسم اللطيف ؛ تخفف الآلام ، وتضمد الجراح ، فلك من كل مرضاك أصدق الدعوات إلى مجيب الدعوات رب الأرض والسموات ؛ بأن يجزيك خير الجزاء على كل تقوم به بيئتك ومشفاك .
وأنتم أيها المدراء والموظفون ، والإداريون ، في المؤسسات الحكمومية والقطاع الخاص كونوا مزهرين في بيئات عملكم التي أنبتكم الله فيها ، واختاركم أن تعلموا فيها دون غيركم ، فلا تأخروا معاملات المراجعين ، ولا تنهروهم ، ويسروا ولاتعسروا، فأنتم مؤتمنون، فلا تفرطوا في الأمانة ، وراقبوا الله حيثما كنتم ، وانشروا السعادة في بيئات عملكم لكل من في المكان وقاصديه.
وكلٌّ من على وجه البسيطة يجب عليه أن يتثمل هذه المقولة: " حيثما أنبتك الله أزهرْ " .