بعض الموت يكسر الظهر..!
الإنسان لا يختار مكان وفاته ولا زمانها لذلك عندما يفاجئنا رحيله فعلى حسب ذكرياته التي يبقيها لنا يكون (الدمع والألم) الذي يخترق أجسادنا فيمزق أرواحنا حزناً.
وأي ذكرياتٍ تُركت لنا؟
(الابتسامة ـ اللباقة ـ سرعة البديهة ـ أدب الاختلاف ـ روح الرياضة ـ وفهم القانون) وأشياء أجمل كشفها لنا المختلفون قبل المتفقين معه رحمه الله.
لن نسمع بعد اليوم عباراته القانونية المحيرة للحكام مثل (مَن رَكلَ مَن؟) ولن نرى حركة (القوسين الشهيرة) التي يحرك معها أصابعه عند إطلاق عباراته الواثقة، وستغيب للأبد ابتسامته التي تختم نقاشاته مع منتقديه.
ومن ضمن مئات حكايات الحب المغلفة بالدموع سأتناول ثلاثاً، مسؤول أمام الله عن صحتها.
أولاها مع جاري (المتعصب) حينما استقبل الخبر أول ليلِة بدمعة لم تنزل من قبل على غير عادل!
وكما أقسم لي ولده بأنه بدأ يومه بصيام بلا سحور حزناً على عادل!
سألوه ألست ممن يختلف معه كل مساء؟
فأجاب إنه بلحظةٍ استرجع شريط ذكريات (أبو غيداء) فلم يجد إلا دفاعاً عن ناديه بدون تدليس ولا تزوير، والأعجب بأن انتقاده لفرقنا المفضلة كانت بحقائق وأرقام لا تكذب، لكن التعصب جعلني أرى ثقته بآرائه المقترنة بإنجازات فريقه غروراً، رغم أنه لم يتفوه منذ تابعته منذ سنوات بشتيمة لاعب أو إداري أو انتقاص من كيان أو أنه شجع ضد أندية وطنه في زمن لبُست (تيشرتات) أندية الشرق بمدرجاتنا من إعلاميين لم اكتشف ـ للأسف ـ الفرق بينه وبينهم إلا اليوم.
لذلك ستبقى ذكرياته تعذبني ما دامت كرة القدم في ذاكرتي.
وفي ليلة 27 الرمضانية انعزل (نواف) بغرفته تاركاً السحور لنا لتدخل عليه أخته وهو يتابع مقاطع الراحل متمتماً بالدعوات بعيونٍ اغرورقت دمعاً.
أما الحكاية الثالثة فقتلتني وغيري عندما لم تمنع المشاكسات الفضائية الزميل محمد شنوان من الذهاب للمستشفى في حين سبقه القدر ولم يبق له إلا مشاركة إخوته البكاء و(قبلة) حب طبعها على جبين صديقه بلحظة لم يشعر بها (عادل) فحينها قد لفظ أنفاسه الأخيرة.
توقيع
مات عيدنا بسكتةٍ رياضية لن يحييها إلا إيماننا بالله.