بعيدا عن ألوان الأندية التي مزقت أوراق الحقائق في وسطنا الإعلامي، وبعيدا عن تراجع لجنة الانضباط عن عقوبتها شبه المغلظة؛ بسبب التحقيق مع اللاعب صاحب (الظهر) الذي يقولون إنه أرسل في حسابه بالانستقرام ما مفاده بأنه عفا وسامح حين عرف القوة بأنها (العفو وأنت قادر على الانتقام) رغم أن الحقوق العامة التي تحفظ للمتابع حقه في عدم خدش الحياء أمامه تتجاوز أحيانا الحقوق الخاصة التي قد يدخل فيها الصلح وما شابهه.
ولأني لست من هواة كلمة (يقولون)، فلن أعتمد على السوالف السابقة فالتحقيق فيها ليس من اختصاص الإعلام فهناك لجان هي (الأبخص) بذلك وتستطيع أن تعيد تحقيقاتها بعد (الانستقرامة) السابقة، إن صحت، أو أنها تثبت على قراراتها وتؤكد سلامة إجراءاتها دون التفات لما يثار حول القضية.
لذلك سأتجاوز سالفة (أسفل الظهر) فلم تعد تعنيني ما دام أن لجنة الانضباط ترى هي واللاعب المعني بأن الحركة عادية، وسأحاول جاهدا بأن أقنع من شاهد معي اللقطة مباشرة تلك الليلة من الأبرياء الذين يعيشون على الفطرة بأن اللجنة تأكدت بشكل يقطع كل شك بأن لا أمر يخدش الحياء وأن ما رأيناه كان مجرد التباس تحدثه الكاميرات أحيانا.
لكن سؤالي الذي أتمنى أن يجيب عليه كل من أطلق عبارة (لجنة الانضباط تبرئ حمد الله)
ما هو مفهوم البراءة عندكم ما دام اللاعب تعرض لعقوبة انضباطية وإيقاف مباراتين؟؟؟
فقلة (العقوبة) لا تلغي ذنبا أخلاقيا فرضت لأجله إلا إذا كانت جريمة (البصق المتعمد) أكرمكم الله على شاشتنا التي كنا متسنترين أمامها كبارا وصغارا لا تعد إهانة لنا وللناقل الرسمي وحتى لدورينا، فهذا شيء آخر يحدده ويجيب عليه من بارك للاعب وأعطاه صك البراءة.
وهنا لن أعلق على العقوبة ولا على البيان الذي كتب يوم (البراءة) المزعومة، وإنما ألوم ذلك التعاطي مع المخالفة، وكأنها مجرد لمسة يد داخل منطقة الجزاء.
توقيعي
البراءة في حضرة الإدانة تسطيح للعقوبات.
shumrany@