ما أجمل أن تعرف عن نفسك أمورًا كثيرةً كنت تجهلها في سابق زمانك.
وما أجمل أن تقتنع اقتناعًا كليًا أنك وصلت إلى منتصف العمر وأنت مازلت بصحة جيدة وقد وصل نضوجك ذروته.
وما أجمل أن تدخل بين دعواتك جملة جديدة وهي الحمد لله الذي اوصلني لهذا العمر وأنا بصحة وعافية وستر من الله.
في هذه المرحلة فقط تتيقن أنك اصبحت شخصًا مختلفًا تمامًا وبك من صفات الإتزان والمعرفة الشيء الكثير.
من اسباب تسميتي لهذه المرحلة بمرحلة الإتزان لأنني حقًا أشعر أنني في ذروة اتزاني، أي أنني اصبحت أكثر هدوء وتروي ، فليس أي جملة تستفزني ولا أحمق يتلاعب في اعصابي ولا يلفت انتباهي تلك المركبة التي قطعت علي الطريق بقصد أو بدون قصد ولا صاحب المطعم الذي يقوم بتقديم غيري في نظام الانتظار ولا يلفت انتباهي من يوجه لي السباب والشتائم في مواقع التواصل المختلفة وغيرها الكثير من منغصات الحياة.
لأنني بكل وضوح اصبحت أتربع على عرش الاتزان.
لفتت انتباهي مقالة قديمة عنوانها "المرحلة الملكية" فهي نفس ما اقصد من مرحلة الاتزان التي اعيشها بالضبط.
فسرعة الأيام وكثرة التكنولوجيا وتعاقب المعضلات في الحياة تجبرنا أن نتيقن أن الحياة لا تستحق منا كل هذا التوتر والانفعال الذي نعيشه وكأننا بفعلنا قبل هذه المرحلة نعارض نظام الكون الرباني الذي لا نعلم ما خفي منه ولكن نعلم من مسيره.
في هذه المرحلة أصبحنا مضطرين أن نقلل من توترنا ونفكر بحكمة ونثق أن للكون رب يعلم ما يكون في مستقبلنا من رزق أو غيره.
أنا محظوظ جدًا أنني وصلت إلى هذه المرحلةالتي وضحت لي فيها كامل الرؤية.
أنا واثق أن كل شخص كتب الله له أن يعيش إلى هذه المرحلة أن يتذكر مقالتي هذه ويعرف ما اقصد منها وأن يفكك كلماتها حرفًا حرفًا ويعرف ما يدور في داخل عقلي من أسئلة كانت مبهمة ومشفرة في سابق عهدها ؛وبفضل الله تمت الإجابة عليها بكل شفافية..
استنتاج :
اصنع لنفسك سعادة لا محدودة لأنني واثق أن سعادتك لا يصنعها غيرك..
أ. خالد العرياني
جدة