ليس هناك حدث يهم العالم بأسره هذه الأيام كقمة العلا الخليجية التي تعنى بالاقتصاد والأمن في (الشرق الأوسط) الذي وعد أمير الرؤية والتجديد محمد بن سلمان بأن يجعله أوروبا الجديدة.
لذلك فإن اللغة الراقية التي سبقت وواكبت وستعقب القمة تؤكد أن السعودية أرض محبة وسلام وذات منهج معتدل يجمع بين القوة والتسامح التي جعلت كل العالم يقف احتراما لها ولقادتها وقراراتهم الحكيمة.
أما في الشأن الرياضي فلعل الحدث الأبرز هو استعادة نمور الاتحاد شيئا من هيبتهم التي افتقدناها مواسم مضت جعلت السواد الأعظم من محبي الكيان يرمون منديلهم الذي تشبث بآخر خيوطه أنمار الحائلي فأعاد بذكاء ترتيب الهيكلة الإدارية بالنادي من خلال تسليمه الشأن الداخلي المريض للقديم المتجدد حامد البلوي فنهض النمر رويدا رويدا واستعاد بعضا من صحته ونشاطه إلى أن أصبح منافسا على معظم بطولات الموسم، بعد أن كانت أيدي العاشقين على القلوب خوفا من شبح مباريات العصر.
ولعل تأهلهم لنهائي العرب على حساب الشباب هو عربون العودة للمنصات بشكل حقيقي ومستحق، وليس محض صدفة تصيب مرة وتخيب مرات.
ولأن الجار بالجار يذكر فلا بأس أن نقول لمحبي القلعة إن علتكم الأولى هي الدلال الصارخ لنجوم الشباك فمهما تتدنى مستوياتهم الفنية إلا أنكم تقابلونها بتبريرات وأحيانا بتمجيد لا مسؤول مقرون بتصفيق حار - في لحظة فشل - دون أدنى درجات العتاب وكأنه سباق عناد مع محبي الأندية الأخرى أو أن النجم عندكم -للأسف - فوق كيان عريق يشبه بتأسيسه الجبال الراسيات.
وختاما همسة محب للحكم السعودي: الفرصة قد أتتك على صافرة من ذهب فلا تردها بقرار مرتبك، ولا تتردد في التوشح بوسام نجومية الموسم -وأنت قادر على ذلك- بسبب أخطاء قد تكون أقرب للفلسفة من الثقة والهدوء والواقعية.
توقيع
بالأمس ماتت جدتي -رحمها الله - وبقي صدى طيبتها عنوانا لحب فرض على كل من يعرفها الدعاء لها، لذا فلنحاول قبل الرحيل كتابة أثر جميل لا يمحوه الموت.