أحرز الهلال لقب بطولة كأس الملك للمرة التاسعة في تاريخه، بعد تغلبه على النصر بهدفين مقابل هدف، في المباراة النهائية للبطولة التي أقيمت مساء اليوم السبت.
أحرز هدفي الهلال هيون سو وجوميز، فيما احرز أيمن يحيى هدف النصر الوحيد.
قدم الفريقان مباراة كبيرة وممتعة شهدت صراعًا تكتيكيًّا على أعلى مستوى انتهى بتتويج الهلال بلقب كأس الملك. وتبادل الفريقان السيطرة على مجريات اللعب، إلا أن الهلال تفوق على النصر بالهدوء والقدرة على استغلال الفرص، فيما تمكن النصر من العودة إلى اللقاء وتشكيل خطورة كبيرة على الهلال.
هدف صاعق
بدأت المباراة بنشاط وحماس كبيرين من جانب النصر الذي انطلق لاعبوه لغزو مرمى الهلال مبكرًا بغية إحراز هدف التقدم مبكرًا؛ فتعددت الكرات العرضية المرسلة إلى منطقة جزاء الهلال، وهي الكرات التي نجم عنها بعض الركلات الركنية، لكن في المحصلة لم يسفر كل ذلك عن أي تهديد حقيقي لمرمى الهلال، بعدما تكفل الدفاع بإبعاد كل ما وصله من أقدام لاعبي النصر.
ويرجع السبب في عدم تمكن النصر من استغلال الضغط المبكر الذي مارسه في بداية اللقاء إلى عدم التركيز، بجانب عدم قدرة لاعبيه على فك شفرة الدفاع الهلالي الذي كان متماسكًا إلى حد كبير، فضلًا عن عدم قدرة مهاجمي النصر على الهروب من الرقابة اللصيقة المفروضة عليهم، وخاصةً عبدالرزاق حمد الله ومارتينيز.
وفي ظل الضغط النصراوي، حصل الهلال على ركلته الركنية الأولى في الدقيقة العاشرة التي أسفرت عن الهدف الأول عن طريق جانج هيون سو الذي قفز في الهواء في حراسة لاعبي النصر، ليحول الكرة برأسه إلى الزاوية البعيدة لتسقط في الشباك دون أن يتمكن الحارس الأسترالي برادلي جونز من التصدي لها.
بعد هدف هيون سو كان بإمكان الهلال تعزيز تقدمه بسبب اهتزاز صفوف النصر وتفككها بعض الشيء، لكن النتيجة ظلت على حالها، فتمكن لاعبو النصر من تنظيم صفوفهم بعد عدة دقائق.
حاول النصر إدراك التعادل من خلال قيام نور الدين أمرابط بتنظيم خط الوسط، لكنه واجه مقاومة شديدة من جانب مدافعي الوسط الهلاليين، خاصةً كويلار، إلا أن المشكلة الحقيقية للنصر تمثلت في فرض رقابة مشددة على حمد الله ومارتينيز حرمتهما من اللعب بحرية.
فرصة مارتينيز
على الرغم من الدفاع الصارم من جانب الهلال، فإن النصر حصل على فرصته الأولى في الدقيقة 29 عندما توغل في منطقة الجزاء وانفرد، لكنه سدد في القائم، وكانت هذه هي المرة الأولى التي يهرب فيها مارتينيز من الرقابة.
قبل انتهاء الشوط الأول بدقائق، تلقى سالم الدوسري كرة طولية خلف دفاع النصر، فدخل منطقة الجزاء، لكنه سقط بعد احتكاك من سلطان الغنام، فلجأ الحكم إلى مشاهدة اللعبة عبر شاشة الفيديو ليعود إلى الملعب مطلقًا صافرته محتسبًا ركلة جزاء سددها جوميز في الشباك محرزًا الهدف الثاني للهلال في الدقيقة 42، وهي النتيجة التي انتهى بها الشوط الأول.
تغييرات فيتوريا
بدأ الشوط الثاني بتغييرين للنصر، فقام فيتوريا بإخراج سلطان الغنام وعبدالمجيد الصليهم، ودفع بعلي لاجامي وأيمن يحيى؛ وذلك في محاولة لتصحيح الأوضاع والعودة إلى المباراة من جديد.
ومع ذلك فلم تكن بداية النصر بالقوة المنتظرة باعتباره الفريق المتأخر بهدفين، فانحصرت الكرة في وسط الملعب ولم يتمكن «العالمي» من شن هجمة منظمة يمكن أن تشكل خطورة على مرمى الهلال الذي كان قريبًا من إحراز الثالث بعد توغل سالم الدوسري من الجهة اليسرى فراوغ لاجامي ومايكون ومرر عرضية لم تجد من يودعها الشباك.
ضغط نصراوي
حال النصر تغير بعد مرور 10 دقائق عندما تقدم لاعبوه ومارسوا الضغط على «الزعيم».. ومن إحدى الهجمات اصطدمت الكرة بيد علي البليهي داخل منطقة الجزاء فلجأ الحكم إلى مشاهدة اللعبة عبر شاشة الفيديو، لكنه عاد بقرار عدم احتساب ركلة جزاء على الهلال وسط احتجاجات نصراوية.
هدف يحيى
في الدقيقة 65 يقوم فيتوريا بإخراج مارتينيز الذي لم يظهر على الإطلاق منذ انطلاق الشوط الأول، ودفع بخالد الغنام. وفي الدقيقة 72 نجح أيمن يحيى في إحراز الهدف الأول من تسديدة أرضية ذكية سكنت شباك الوطيان.
فرصة حمد الله
بعد الهدف، شدد النصر ضغطه سعيًا وراء هدف التعادل، وهو الهدف الذي كاد عبدالرزاق حمد الله يحرزه لكن حبيب الوطيان تعملق وحول تسديدة المهاجم المغربي إلى ركنية وسط ذهول الجميع.
في الدقيقة 77، تدخل روي فيتوريا من جديد لتعزيز صفوف فريقه وتصحيح الأوضاع سعيًا وراء التعادل، فأخرج نورالدين أمرابط ودفع برائد الغامدي.
النصر استـشعر قدرته على إدراك نتيجة التعادل فقام الفريق بشن العديد من الهجمات، لكن لاعبيه لم يحسنوا استغلالها، كما أن لاعبي الهلال استبسلوا في الدفاع عن مرماهم بكل قوة، لينتهي اللقاء بفوز الهلال بهدفين مقابل هدف وإحراز لقب بطولة كأس الملك.