قد قيل: من ليس له ماضٍ ليس له حاضر، لكنه مع اختلاف الأزمان والأوقات أضحى هذا المثل: كان له ماضٍ مُشرِّف ولم يعد له حاضرٌ يُذكر..
من هذه المقدمة لعلكم عرفتم ما أقصده! إنه سوق ( ربوع ) بني بحير بالفائجة، ذلك السوق القديم الذي كان ينافس أكبر وأفضل الأسواق في المحافظة إن لم يتسنّم قائمتها، ذلك السوق الذي كان يضم أطياف المجتمع كلٌ فيما يخصه من مهنةٍ تَعُوُدُ عليه بالنفع والفائدة والمردود المادّي، وترى تباشير منتوجاته المحلية من بهيمة الأنعام - والخضار - والفواكه - وأنواع الحبوب.
( شريفان ) هنا أتوكأُُ على حروفي لعلي أبلغُ مداه إعترافًا، واهشُّ على كلماتي لعلها ترضخُ له تقديرًا؛ كانوا يسمونه بهذا الاسم وهو من التشريف والشرف، لما كانوا يحصلون عليه من كراماتٍ وفوائدٍ وأرباحٍ بالكسب الحلال ومن كدّ أيديهم وأتعابهم.. أهمية الأسواق سابقة عهد من أيام حبيبنا صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فهو الذي وقف بسوق حباشة وباع واشترى، فالسوق هو حياة لما حوله، تدوم لأصاحبها بالعمارة والإهتمام وتُفقَدُ بالترك والنكران والهجران.
تحدثت مع والدي عن سوق الربوع فأثنى عليه بما يسحق، وأخبرني عن بعض ذكرياتهم مع ذلك السوق، وكأني رأيت في وجنتيه كلامٌ يخفيه لا يستطيع ترجمته، وسألني يستبشر هل له من علم أو أخبار سارّة؟ وكانت أمنيته أن يعود إلى سابق عهده في القريب العاجل.
ختامًا: لبلدية العرضية الشمالية ومنسوبيها الشكر أجزله والتقدير أكمله على الإهتمام بسوق الربوع الشعبي ببني بحير وسفلتته وإعادة ترميمه، وبعد هذا الجهد لم يبقَ إلَّا هِمَةُ مشائخ وأعيان ووجهاء بني بحير في أن يعود ( شريفان ) بشرفٍ يليق بعودته وشهرته، فيكون متكأً على تراثٍ مؤصّل ومجدٍ مؤثّل وحاضرٍ مبجّل بإذن الله تعالى.
كتبه: درحي بن سعد القرني
التعليقات 1
1 pings
علي بن حزام بن علي القرني
2020/11/25 في 9:19 م[3] رابط التعليق
أشكرُ الكاتبَ الأستاذ: درحي بن سعد القرني على حُسنِ اختياره لهذا الموضوع فرَبُوع بني بحير يستحقُ الاهتمام لعَراقتِه و أصالتِه و تاريخه الذي يضربُ بجذوره في أعماق الزمن و لن يعود السوقُ-شريفان-إلى مجدِه السابق إلا بجهودِ أبنائه شِيبًا و شُبّانًا.لا فُضَّ فوك أبا الشَّهد.
(0)
(0)