لقد كتبتها بمقال غير بعيد هذا الموسم بأن تعافي الاتحاد من مصلحة جاره وضربت مثالا بما وصل إليه الهلال بعد عودة النصر، وهكذا هم المتنافسون دائما إما أن يدفع أحدهم بصديقه اللدود للقمة أو أنه يدعوه للتراخي حينما يشتد انهياره وعودته للوراء.
أما قبل عقد من الزمن فقد كتبت بإحدى الصحف الرياضية مقالا بعنوان (الاتحاد بين الحياة والموت) وشخصت الداء واقترحت الدواء -من وجهة نظري- فتعرضت حينها للانتقاد اللاذع وأقل ما وصفت به أنني منظر ومتشائم، رغم أنني من محبي الحقائق ودعاة التفاؤل لكنني بصرت يومها بوضع لا يبشر بمستقبل واعد ومشرق للعميد.
ومن العبث الآن واللامنطق أن نتحدث عن مشاكل الاتحاديين وما يحتاجونه، فلو فرضنا المستحيل وحضر لتدريبهم يورغن كلوب وجوزيه مورينيو وزيدان وترأسهم رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بشحمه ولحمه فإن الوضع لن يتقدم قدر أنملة بسبب تواجد هؤلاء، لذلك لم يعد أمام (صناع القرار) من مشجعي الاتحاد الذين حالت كورونا بينهم وبين المدرج إلا أن ينتظروا رحمة السماء ويتحينوا ساعات الاستجابة في كل يوم وليلة ليدعوا الله بأن ينجي نادي الوطن من هبوط لن يزلزل الكيان فحسب بل سيكتب جرحا غائرا في صدر الرياضة السعودية التي بدأ مسيرتها هذا النمر واعتلى بقوته عرش القارة وتبختر بكبرياء في المحافل الدولية بكل عنفوان، لذلك لن نستوعب بسهولة خبرا صاعقا بحجم (الاتحاد ينحدر باتجاه الدرجة الأولى).
وحينما نقول كل ما سبق فإننا كإعلام محب لرياضة البلد نصرخ بأعلى صوت ليسمعنا كل اللاعبين لنقول لهم (تاريخ الاتحاد الآن بأيديكم) فماذا أنتم صانعون بالجولات الأخيرة..؟
نعم لم يعد هناك نفع من الحديث عن أخطاء الإدارة أو أعضاء الشرف أو المدرب أو افتراق الإعلاميين وتراشقهم المعلن والخفي.
توقيع
قد يقصد الطبيب بطلبه الدعاء للمريض قرب موته لكنه لا يدري بأن هذا الدعاء قد يكون سر نجاته.
shumrany@
وفقاً لـ"اليوم"