ما بين غمضة عين وانتباهتها يغيّر الله من حالٍ إلى حال..
تغير حالنا من روتين يومي عادي يعج بالنشاط والحركة في تلك المباني والشوارع إلى خواء قاتل،
تحولت تلك القاعات المزدحمة إلى أماكن مهجورة ولا صوت فيها إلا صوت تلك الرياح التي كأنها تعزف على لحن حزين،
تحولت تلك الفصول المزدحمة بالضحكات والترانيم الناعسة آخر النهار إلى مكان نزعت منه روح الحياة،
أصبحت تلك الزوايا والممرات فارغة تماماً وهي التي أحتضنت تلك الضحكات والبسمات،
هل يا تُرى اشتاقت مكينة القهوة لتلك الأيدي الناعمة؟
وهل يا تُرى اشتاقت تلك المرآة لرؤية تلك الوجوه الناعسة في الصباح؟
هل يا تُرى اشتاقت تلك السبورة البيضاء ليكتب عليها المسائل والقواعد والأحكام؟
لم تتوقف الدراسة من حرب و طيارات تقصف ، بل من فيروس أصغر من أن يرى بالعين المجردة،
ذلك الكائن الصغير الذي أرعب الملايين بث الخوف في قلوبهم،
نعم أنا اعلم انه مجرد قرار احترازي ولم ينتشر الفيروس ذلك الانتشار الواسع في بلدنا ولله الحمد،
ولكن هل تحرك الخوف قليلاً في قلوبنا؟ليس من الفيروس بل من الله وجبروته! هل تضرعت تلك القلوب في دجى الليالي بأن يكشف الله هذه الأزمة و تنجلي هذه الغمامة؟
هل ترقرق الدمع خوفاً وحباً في أن جاء تحذير الله في هذا التذكير البسيط؟
فلو شاء الله لأهلكنا بذنوبنا و بما فعل السفهاء منا .
ولا بد أن يكون عندنا يقين وثقة بالله بأن هذه الأزمة مهما طالت ستزول وسنعود،
قال "إبن القيم :بعض الناس يكون قوي الإيمان قوي التوكل تدفع قوة توكله كما تدفع قوة الطبيعة قوة العلة فتبطلها."
ولكن أتمنى أن لا نعود بتلك النفوس ذاتها، أتمنى أن لا نعود بتلك النفوس المشبعة بنعم الله المتعودة عليها، أتمنى أن نعود وقد تغير شيء في أنفسنا...
التعليقات 1
1 pings
شـذى
2020/03/21 في 9:49 م[3] رابط التعليق
اسأل الله العلي العظيم التعافي من هذا الوباء مقاله جميله مختصره مليئه بـ الموعضه والتذكير ب قدرت الله والنعم التي كنا ومازلنا بئذن الله فيها جزاك الله خيراً?.
(0)
(0)