أوضحت الجمعية الفلكية بجدة حقيقة ما تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي من معلومات حول اصطدام الكويكب 2007 FT3 مع الكرة الأرضية في اكتوبر المقبل مؤكدة أن ذلك غير صحيح تمامًا
وقال رئيس فلكية جدة المهندس ماجد أبو زاهرة عبر صفحة الجمعية بموقع التواصل فيسبوك إن الكويكب 2007 FT3 البالغ 340 مترًا تم اكتشافه في 20 مارس 2007 من جبل ليمون في ولاية أريزونا وبحسب التقديرات الأولية فإنه سيمر من على مسافة 138 مليون كيلومتر من الأرض وهي تقارب 360 مرة المسافة من الأرض إلى القمر وهو ما يعني أنها مسافة كبيرة جدًّا
وأضاف أنه بشكل عامّ فإن هذا الكويكب رصد لفترة وجيزة 14 مرة فقط على مدى 12 يومًا ثم أصبح خافتًا للغاية بحيث لا يمكن رصده واختفى مرة أخرى في أعماق الفضاء ونظرًا لأن الكويكب رصد لفترة قصيرة فإن مدارة ليس مؤكد تمامًا وهذا يحدث مع الكويكبات الذي رصدت حديثًا أو رصدت لفترة وجيزة وهو أمر طبيعي
وأشار إلى أن الكويكب 2007 FT3 يوجد بشكل تلقائي في قائمة المخاطر المرتقبة التابعة لمركز دراسات الأجسام القريبة من الأرض في مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا علمًا أنه يتم إزالة الكويكبات من هذه القائمة عندما تصبح مداراتها معروفة بشكل أفضل
وأوضح المهندس أبو زاهرة أن قائمة المخاطر المرتقبة تعد جزءًا من نظام مراقبة أوتوماتيكي يقوم باستمرار بمسح أحدث بيانات للكويكبات بحثًا عن إمكانية حدوث اصطدامات مستقبلية بالأرض خلال 100 سنه قادمة مشيرًا إلى أن وجود أي كويكب في قائمة المخاطر المرتقبة لا يعني وجود خطر فعلي فبالنسبة للكويكب 2007 FT3 فهو بنسبة 9999985٪ لن يصطدم بالأرض
وأضافت فلكية جدة أنه بحسب مقياس تورينو الذي اعتمده الاتحاد الفلكي الدولي في عام 1999 وهو أداة لتصنيف الاصطدامات المحتمل عبارة عن مقياس عددي صحيح يتراوح من 0 إلى 10 مع ترميز لوني فإن الكويكب 2007 FT3 تصنيفه 0 على هذا المقياس ما يشير إلى أن احتمال الاصطدام بالأرض معدومة
وأضاف المهندس أبو زاهرة أن الكويكب 2007 FT3 من فئة كويكبات أبولو يستغرق 438 يومًا لإكمال مداره حول الشمس ونظرًا لأن مداره وليس الجسم نفسه يقترب من مدار الأرض فهو بالتالي يعتبر كويكبًا يحتمل أن يكون خطيرًا ومن الناحية العلمية يتم تحديد الكويكبات الخطرة المحتملة استنادًا إلى معايير تقيس إمكانية وقوع الكويكب في أقرب مسافة يمكن أن تشكّل تهديدًا للأرض وعلى وجه التحديد مسافة تبلغ 005 وحدة فلكية أو أقل وسطوعها المطلق يبلغ 220 أو أقل
وأشار رئيس فلكية جدة إلى أنه في العقود الأخيرة أدرك علماء الفلك إمكانية اصطدام الكويكبات بالأرض وهذا هو احتمال حقيقي للغاية مضيفًا أن الكويكبات موجودة دائمًا كما كانت منذ بلايين السنين تتحرك في مداراتها حول الشمس وإذا تمّت إعادة رصد الكويكب 2007 FT3 في أواخر سبتمبر الجاري أو أوائل أكتوبر 2019 فقد تسمح الأرصاد الجديدة بتحسين مداره وربما ستتم إزالته من قائمة المخاطر المرتقبة علمًا بأنه في الأساس لا يشكل أي خطر على كوكبنا
وأوضح أبو زاهرة أنه بناءً على البيانات المتوفرة يقدر علماء وكالة ناسا أن الكويكب سيكون أقرب قليلًا إلى الأرض في 11 أكتوبر 2068 وسيمر من على مسافة بأكثر من 245 مليون كيلومتر أو حوالي 64 مرة المسافة بين الأرض والقمر وهي مسافة كبيرة جدًّا