كشفت دراسات علمية عن تفاصيل ما يحدث داخل جسم الإنسان أثناء فترة الصوم خلال شهر رمضان المبارك، مشيرة إلى أن تغييرات عديدة تحدث داخل الجسم على 4 مراحل خلال الشهر الكريم.
وأوضحت الدراسات أن هناك فوائد عديدة تعود على صحة الإنسان مع الصيام، أبرزها تحسين عملية الهضم، وتعزيز وظائف الدماغ، وتحسين الذاكرة، والابتعاد عن العادات السيئة كالسجائر وخلافه، وانخفاض مستوى الكوليسترول في الدم، والحد من الشهية المستمرة، والتخلص من السموم، وتعزيز عملية التمثيل الغذائي.
وبينت الدراسات أن ما يحدث في جسم الإنسان خلال الـ30 يوما يكون كالتالي:
المرحلة الأولى: وهي أول يومين، ووصفتهما الدراسات بأنها أصعب فترة صيام، إذ يعد هذا الوقت هو الفترة التي تنتهي فيها الأمعاء من امتصاص العناصر الغذائية من الطعام، وبذلك تستعين الأجسام بالجلوكوز المُخزن في الكبد والعضلات لتوفير الطاقة، وبمجرد نفاد مخزون الجلوكوز في وقت لاحق أثناء فترة الصيام، تصبح الدهون المصدر التالي لتوفير الطاقة للجسم.
ولفتت إلى أنه عندما يبدأ الجسم في حرق الدهون، يساعد ذلك في إنقاص الوزن، وتقليل مستويات الكوليسترول، فضلا عن تقليل خطر الإصابة بمرض السكري، رغم أن انخفاض مستويات السكر في الدم يسبب ضعفا وحالة خمول، وقد يصاب المرء بالصداع والدوار والغثيان وصعوبة التنفس.
المرحلة الثانية: وهي من اليوم الثالث حتى السابع، وحذرت فيها من الجفاف؛ لذلك يجب الاهتمام بشرب الماء، لافتة إلى أنه عندما يبدأ الجسم التعود على الصيام، تتفكك الدهون وتتحول إلى سكر في الدم.
وأشارت الدراسات إلى أنه يجب تجديد كمية السوائل التي تنخفض أثناء فترة الصيام، وإلا سيؤدي التعرق إلى حدوث الجفاف، مؤكدة ضرورة أن تحتوي وجبات الطعام على مستويات مناسبة من “أغذية الطاقة”، مثل الكربوهيدرات وبعض الدهون.
المرحلة الثالثة: وهي من اليوم الثامن حتى منتصف الشهر، حيث أكدت الدراسات أن الحالة المزاجية في تلك الفترة ستشهد تحسنا، نظرا لتكيف الجسم تماما مع الصيام.
وقال رازين مهروف، استشاري التخدير وطب العناية المركزة في مستشفى أدينبروك في كامبريدج وفقا لـ”بي بي سي”، إن الصيام له مزايا عديدة أيضا، حيث إنه يصحح ما يفعله الإنسان في حياته اليومية العادية من تناول كثير من السعرات الحرارية، الأمر الذي يمنع الجسم من أداء المهام الأخرى بطريقة مناسبة، قائلا: “الصيام يصحح ذلك، على نحو يسمح للجسم بتوجيه الانتباه إلى وظائف أخرى. لذا يفيد الصيام الجسم عن طريق تسهيل الشفاء ومنع الالتهابات ومكافحتها”.
المرحلة الرابعة: وهي التخلص من السموم، أيام (16 إلى 30)، مؤكدة أن الجسم في تلك الفترة يكون متكيفا بشكل كامل مع الصيام، ويخضع القولون والكبد والكلى والجلد الآن لعملية التخلص من السموم.
ويضيف: “صحيا، في هذه المرحلة، يجب أن تعود وظيفة العضو إلى أقصى أداء، قد تتحسن الذاكرة والتركيز وقد يتوفر المزيد من الطاقة”.