ضربة جديدة تلقاها النظام الإيراني أمام العالم، بعدما أثبت تقرير حديث أن طهران، التي لا تكف عن إطلاق التصريحات الكاذبة، لجأت إلى التضليل عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»؛ من أجل ترويج سمومها والنيل من استقرار الدول الأخرى، خاصة السعودية.
وكشف تقريرٌ غربي، أنّ طهران استخدمت مئات الحسابات على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»؛ لشن حملة تضليل ضد السعودية.
وقال التقرير الصادر عن معهد «أكسفورد» للإنترنت، إنّ إيران استخدمت 770 حسابًا مزيفًا على «تويتر» خلال العام الماضي، في حملة تضليل إعلامية ضد المملكة بمختلف اللغات، فيما أغلق موقع التواصل الاجتماعي الشهير هذه الحسابات، ليجهض تلك المؤامرة الإيرانية القائمة على الكذب والتضليل.
وحلّل الباحثون، حسبما نقلت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، اللغات التي سُجّلت بها هذه الحسابات، وكان لافتًا أنّها فرنسية وإنجليزية بالإضافة إلى اللغة العربية، و8% منها فقط باللغة الفارسية، حاولت جميعها ممارسة نفوذ مشبوه.
وبدراسة التغريدات المكتوبة باللغة العربية، توصّل باحثو أكسفورد إلى أنَّ هذه الحسابات كانت تشارك أخبار المواقع التي تؤيد الرواية السياسية الإيرانية التي تنتقد السعودية وتدعم الرئيس السوري بشار الأسد.
وبيّنت الدراسة أنّ التغريدات العربية لم تكن تهدف إلى التواصل اجتماعيًا مع مستخدمين عرب آخرين، بل سعت فقط إلى الترويج لمواقع إخبارية معينة، مشيرةً إلى أنّ غالبية الروابط كانت تروّج للروايات المؤيدة لإيران.
وتبين أن هذه الحسابات ترتبط بالحكومة الإيرانية، حسبما صرحت الباحثة في الجامعة منى السواح التي شاركت في الدراسة، مشيرة إلى أن هذه الحسابات كانت تنقل روايات طهران الرسمية.
وقالت السواح، إنّ أصحاب الحسابات حرصوا على تجنّب اللهجة العامية بهدف تمكين المتحدثين من فهم نصوص التغريدات (المضللة)، عبر استخدام طريقة رسمية جدًا للتحدث، موضحةً أنّ تسعة حسابات كانت تدعي أنّها خدمات إخبارية من مختلف الدول العربية.
وكانت «واشنطن بوست» قد كشفت في أكتوبر الماضي، أن محللين في مختبر أبحاث الطب الشرعي الرقمي، التابع للمجلس الأطلسي، بحثوا كيف ساهمت بعض حسابات «تويتر» التي انطلقت من إيران، في نشر رسائل عبر قنوات سرية، وذلك بعد فترة وجيزة من إعلان إدارة موقع «فيسبوك» عن كشفه عن حملة تضليل إيرانية تجري من خلال موقعهم.
وهذه ليست المرة الأولى التي تحذف فيها مواقع التواصل الاجتماعي حسابات إيرانية تعمل على التدخل في شؤون دول أخرى وتروّج أكاذيب بشأنها، ففي أغسطس الماضي، أعلنت شركتا «فيسبوك» و«تويتر» حذف نحو 300 حساب، تقع مصادر أغلبها في إيران، وذلك بعدما تبين أنها تقوم بسلوك مضلل وبشكل منسق.
وتصرفت الشركتان آنذاك، بناءً على معلومة من شركة «فاير آي» للأمن الإلكتروني، التي قالت إنَّ الحسابات تروج لدعاية إيرانية، بما في ذلك مناقشة موضوعات مناهضة لبعض الدول، ضمنها السعودية.
وعلى مدار السنوات الماضية، نّفذت أجهزة الاستخبارات الإيرانية، واحدة من أكثر عمليات الخداع الإلكتروني كثافةً وجرأةً، متصورة أنها بذلك تستطيع تعويض فشل وسائل إعلامها المعروفة في استقطاب الرأي العام الخارجي.
وشملت عملية الخداع التي استمرت ست سنوات، صحيفة إلكترونية قالت لقرائها إنها تَصْدُر من قلب العاصمة المصرية، وأخرى نسبت نفسها لمجتمع الصحافة السودانية، فضلًا عن عشرة مواقع إخبارية ادَّعت الانتماء إلى اليمن، بالإضافة إلى التعرض لبلدان توصف بأنها غير متقدمة تكنولوجيًّا، كأفغانستان وباكستان، وأخرى متقدمة ولها تأثير كبير في السياسة الدولية مثل ألمانيا وبريطانيا وفرنسا، حسبما كشفت وكالة «رويترز» في تحقيق استقصائي قبل عدة أشهر.
واتخذت العملية، وفق هذه المعلومات، من العاصمة طهران مركزًا لها، بينما مثَّلت تكنولوجيا النشر الصحفي الحديثة وسيلتها للوصول إلى مواطني الدول الأخرى بمختلف لغاتهم، عبر انتحال صفات وأسماء وعناوين لا وجود لها على أرض الواقع.
وبيّن التحقيق وجود نحو 70 موقعًا على الأقل، ثبت أن مركزها في طهران وتنشر موادها بـ15 لغة، أهمها بجانب العربية؛ الإنجليزية والألمانية والأوردية والفرنسية، ما يؤكد وجود استراتيجية متكاملة للاستفادة بالفضاء الإلكتروني من أجل ترويج وجهات نظر معينة.