سأخبرك أن في منتصف الطريق تتوه الخُطى. وعلى قارعة الدرب الطويل سقطت أمنيات . سأخبرك أن الطريق شائك، وحقل الزرع المخضر أراهُ بعيداً.
سأُخبرُك أن عالم الغربة موحش. وأن الرياح الهوجاء أوشكت أن تهزم الأبواب الموصدة.
سأخبرك أن الأزقة التي كنا نعبر منها سوياً لنزرع الورد .
قد سكنها الليل
وعاثت فيها الخفافيش.
سأُخبرُك :
أن خُطاي تثاقلت؛ لكنها صامدة.
وسأُخبرك أني سأنتظر إشراقة الشمس مهما كان الليل بهيم.
سأُخبرك أن الغصن المكسور وإن سقط.
فسيُزهرُ على قارعة الغربة.
سأُخبرُك :
أن العثرة التي تعثرتها لن تكسرني،
وأن الخذلان في منتصف الطريق. سيصنع من الأنسان إنسان.
سأُخبرُك :
أن الحياة ماضية؛ والخطوات المتسارعة غداً في ضيق القبور مقيدة.
سأُخبرُك :
أن العمر مرة والحياة واحدة وفي الدرب الطويل عراك. والمنتصر من يهزم غرور نفسه.
ثم سأُخبرُك :
أن الدنيا حقيرة وفي رحمة الإلهِ سعة. وعلى قارعة الغربة سيُزهرُ كل غريب.