معظمنا يفهم الاحتواء بمفهوم ضيق ومختصر بين الأزواج، وبين الوالدين وأولادهم ، وقد تتعدد المفاهيم وتختلف .
هناك احتواء إجتماعي ، وإنساني،
احتواء الزملاء لبعضهم ،
احتواء الأصدقاء لأصدقائهم،
احتواء المعلمين لطلابهم،
احتواء المجتمع لبعضهم البعض .
احتواء الشخص السيء..؟!
احتواء الأخطاء، هل حرصتَ يوماً على تصحيحِ ظن شخصٍ بشخص آخر أو العكس..؟
هل جربت احتواء شخصٍ ضعيف ، أو مهموم ؟ هل جربت لمّ شملِ شخصٍ مكلوم قد بعثرته الحياة ؟،
أم هل جربت احتواء شخصٍ موهوب فنميتَ موهبته، ووجهته التوجيه الصحيح ؟!
هل جربت احتواء الأرواح ..؟!
الأحتواء النفسي والعاطفي وربما يكون هو أساسٌ لجدار الارواح يحميها من الهشاشة ويجعلها قوية صلبة .
عن الوقوف مع المحتاج قال صلى الله عليه وسلم (خير النَّاس أنفعهم للنَّاس) وأما عن الاحتواء في القرآن (فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ ) كان بطن الحوت وظلمات البحر والليل احتواء ليعود للحق .
الاحتواء يجعل الشخص المُحتوي يورّق ولو كان داخله خريف ، فارفق وكن كالغيث من المحال أن تتصل السماء بالأرض من دون أن يحدث صخباً في الأرواح، من دون أن تحيي بها كل شيء .
حتى ذرات الحزن من دواخل البشر تختفي لنعود نبتسم للحياة ، كُن الغيث الذي يُحيي كل روحٍ تحتاج للحياة .
كن قريباً الناس في حاجةٍ إلى حنانك ، وعطفك، ومشاعرك
وأخيراً :
جميعنا نخطئ ونصيب ، ونعصي ونتوب ، متشابهين في كل شيء فلا يؤاخذُ بعضنا بعضاً ، فلنقبل بعضنا ونحب بعضنا ونحتوي بعضنا ،
جميعنا نحتاج للاحتواء فإن لم تجد من يحتويك احتوِ نفسك وعاملها برفق فهي أيضاً تستحق الاحتواء .