أريد أن أهرب مني إلى مكان ليس فيه حرفٌ يكتب ، ولا شعورٌ يُحَس
لمكانٍ ليس فيه شيءٌ مني ،ولا من ذاكرتي ، لعالمٍ أبيضٍ فضفاض ، متسع .
لايُهِمُ إن كانَ رماديَ اللون ،
المهم ألّا يكون مَزاراً للسواد.
أودُّ الهروب من عالم المشاعر الزائفة،
والفضفضة الكاذبة ، والمستمع الخائن،
والناصح الحاقد .
إلى عالمٍ صامت ، أصم أبكم ،
لا أريدُ صوتاً عذباً ، ولا كلماتٍ دافئة ،
ولا يداً حنونة تطبطبُ على كتفي عند كلِّ كسر .
فقد أكتفيت مني وبي ، فلم يعد همي سوى صمتٌ يسكنني ، وأصم لايزعجني، وأبكم ليس له فضول فيعيد لي شيئاً مني .
كل ما أريده هو أن تدركَ أن هناك ثقباً عميقاً أصاب قلبي ،
وليس عليك أن ترممه ،
عليكَ فقط أن تتأملَه مليون مرة،
حتى تغوصَ في أعماقه،
فتعلم كيف لهذا القلب أنهُ مازال ينبض ،
كيف له أن يزرع شموعاً من أمل لكلِ قلبٍ مر على نبضهِ ليشعر بالدفء ويمضي في نعيم ،
ثم يعود لمحرابه باكياً ،
كيف لهذا القلب أن يكون هشاً معي قوياً مع غيري ؟.
ثقبٌ أوجدَ بين النبضِ والنبض ممراتٌ فارغةٌ
طبعتْ عليها السنين قصصها وحكاياتها .
فـفي كلِ ممر شيخوخةُ مشاعر من نوعٍ مختلف .
في اعماق القلب شيخوخة مشاعر
ولكن ، ليس من حق الحبر أن يحكي للأوراق عني .