المقصود بالخليج هنا الخليج العربي، وتحديدًا دُوَله العربية الست التي اتحدت منذ أربعة عقود تحت مظلة (مجلس التعاون لدول الخليج العربية) قبل أن ينزع النظام القطري (غير الرشيد) منذ عقدَين إلى مماحكة أشقائه، والكيد لهم، والقفز على مرتكزات المجلس، وتدبير المؤامرات، وجلب كل ما فيه عداء ومكر، خاصة للشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية على المستويات كافة وخاصة الفكرية والإعلامية، وهو الأمر الذي تكشَّف منذ عام بعد أن ظل كامنًا طوال العقدَين المنصرمَين، ما اضطر المملكة ومعها شقيقاتها الإمارات والبحرين ومصر للتصدي لهذا النظام وكشف مكره ودسائسه. واليوم ومع كل هذه النزوات والمراهقات للنظام القطري ومع كل المكائد التي كادها والأيدي الماكرة الملوثة التي صافحها أو استضافها، ومع جَلَبة هالته الإعلامية ممثلة في قناته الخبيثة التي افتضح أمرها وتكشَّفت أهدافها، إلا أن الخليج يظل الواحة المتبقية للعرب، وحائط الصد الأخير، والملجأ الآمن، واليد الصادقة الباذلة. أقول الخليج مع تحفظي على هذا المصطلح؛ كونه مصطلحًا حادثًا مسبوقًا بمصطلح له جذوره وعمقه التاريخي وهو مصطلح (الجزيرة العربية)، وهذا الأخير يضم دول الخليج الست بالإضافة للجمهورية اليمنية، ويتضمن مصطلحَين لهما بعدهما التاريخي والحضاري والثقافي، هما (الحجاز واليمن) اللذان يسبقان مصطلح الخليج بمراحل زمنية طويلة، وقد فصلتُ في ذلك في مقال سابق بعنوان (الخليج.. اللافتة الثقافية). وبالعودة لعنوان المقال فواقع العالم العربي بشطريه الآسيوي والإفريقي أشبه بالمرجل الذي لا يهدأ فورانه بل هو في تنامٍ وازدياد؛ فالصراع على كراسي الرئاسة محتدم، وغضب الشعوب على حكوماتها في اتساع، والأوضاع الاقتصادية في تردٍّ، والصراعات الطائفية في اشتعال، حتى المشهد الثقافي لم يسلم هو الآخر من التأثر بالوضع السائد في تلك البلدان العربية، ما جعلها تفقد مواقعها المتقدمة في مركزية الثقافة. في ظل هذه الأوضاع المضطربة لمعظم الدول العربية يبرز الخليج -عدا حكومة النظام القطري الناشز- بوصفه واحة أمن واستقرار في منطقة ملتهبة، يبرز بوصفه طوق نجاة لكثير من الحالات العربية الحرجة، يبرز بوصفه خير سند وناصر، يبرز بوصفه المكان الأمثل للفرص الوظيفية والمعيشية الجيدة، يبرز بوصفه مكانًا جاذبًا للكثير من الخبرات والعقول، يبرز بوصفه مركزًا مؤثرًا في القرار السياسي العربي والدولي، يبرز بوصفه قوة اقتصادية متنامية، يبرز بوصفه مركزًا للثقافة ومخرجاتها بعد أن كان طَرَفًا فيها، يبرز بوصفه متوثبًا للتنمية متطلعًا لآفاق المستقبل، يبرز بوصفه الأكثر حميمية ومصداقية تتجلى ظاهرة للعيان بين القادة والشعوب الخليجيين. الخليج اليوم يشكل واحة غناء في الصحراء العربية الملتهبة، وهو ما أشعل نار الحسد والغيظ في قلوب الآخرين.. وعليه فمطلوبٌ من دول مجلس التعاون (قادةً وشعوبًا) العمل الجاد الصادق المخلص لاستمرارية المجلس وتقدمه، مطلوب منها تغليب المصالح العامة للمجلس، مطلوب منها الوقوف يدًا واحدة بوجه أي دولة من دوله تريد إحداث ثقب في سفينته، أو تغدو منفذًا للأعداء والمتربصِين حتى تثوب إلى رشدها أو تواجه مصيرها. كل ذلك ليبقى الخليج بدول مجلسه العربية (الراشدة) واحة غناء في هجير الأوضاع العربية والإقليمية.
- 2024/05/06 سمو محافظ حفر الباطن يستقبل مدير عام فرع وزارة البيئة بالشرقية
- 2024/05/06 “البيئة”: 54 بحثًا في الأبحاث التطبيقية الزراعية لتعزيز الابتكار وتنمية المجتمعات الريفية
- 2024/05/06 القدية تعلن عن إطلاق “أكواريبيا”.. أكبر متنزه ترفيهي مائي في المنطقة والأول من نوعه في المملكة
- 2024/05/06 محسن العداوي يرزق بمولوده ” علي “
- 2024/05/05 رئيس جمهورية مالاوي يلتقي علي السويّح رئيس مجلس إدارة مجموعة إنجاز العالمية
- 2024/05/05 الوزير الفضلي يتفقّد مشاريع منظومة “البيئة” في الشرقية ويلتقي عدد من المواطنين بالمنطقة
- 2024/05/05 “نزاهة”: إيقاف موظفين في أحد البنوك وموظف بالمحكمة الجزائية وعسكري بالمرور ورئيس قسم المباني والتعديات ورئيس لجنة التوطين وممرضة في قضايا فساد
- 2024/05/04 جامعة جدة تُوفِّر خدمة النقل الذكي داخل الحرم الجامعي
- 2024/05/04 خادم الحرمين الشريفين يصدر أمرًا ملكيًا بتعيين (261) عضوًا بمرتبة مُلازم تحقيق على سلك أعضاء النيابة العامة القضائي
- 2024/05/04 مجموعة AMobility Tech Hub تطلق أول تاكسي طائر في العاصمة أبو ظبي بحضور نخبة من الشخصيات الوطنية
الخليج.. واحة العرب في هجير صحرائهم
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://hobasha.com/articles/132421/