لو استرجعت ملكاتي العقلية بما احتفظَت به من ذكريات وخواطر مؤلمة ، في فقد من كانوا معي يوماً ما ، لوجدت أن الغالبية العظمى ممن انتقلوا إلى رحمة الله ، كان على إثر حادث مروري ، ولن تخرج أسباب الحوادث المرورية عن السرعة أو سوء تهيئة الطريق أو ( الشاحنات السائبة ) أو غيرها.
لا زالت ولا تزال الشاحنات السائبة هي إحدى الأسباب الرئيسة للحوادث المرورية ، وذلك بسبب "بطش" بعض قائدي تلك الشاحنات أو عدم التزامه بالقواعد المرورية أو بخطأ صدر منه أو مخالفة صدرت منه متعمداً أو عمله بمبدأ -أنا الأقوى بالطريق - ، ممتلكات عامة اُتلفت ، ومركبات دُكّت ، وأرواح أزهقت ، وأجساد تمزقت ، ولا زال المشوار طويلاً والحادثة تتكرر .
نرى كثيراً خلال قيادتنا لمركباتنا على الطرق الرئيسية والفرعية خصوصاً تهور ساجع من قبل قائدي تلك الشاحنات السائبة ، ويحاولون قدر الإمكان الوصول بأكبر قدرٍ من السرعة ، دون مراعاة الأنظمة والتعليمات واستهتاراً بأرواح الآخرين والممتلكات العامة والخاصة أيضاً.
وإن لم نر في حياتنا اليومية استهتار بعض قائدي تلك الشاحنات السائبة ، فنرى ذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي من خلال الصور والمقاطع التي تؤكد استهتارا بالغا وواضحا من قبل قائدي تلك الشاحنات .
وسيطول الموضوع ويجف الحبر وتنتهي الأوراق حينما نتحدث عن إهمال قائدي الشاحنات السائبة في الطرق ذات المسار الواحد ، والتي شهدت حوادث متعددة وبالأخص عند تجاوز تلك الشاحنات ومصادفتها مركبة أخرى مقابلة .
فأصبح الكثير من المتهورين لسائقي تلك الشاحنات يختبئ خلف "التأمين" ولا يبالي بالحوادث ، ومستهتراً استهتاراً عارماً بأرواح المارة من ذاك الطريق ، دون مراعاة بعض التعليمات أو القواعد المرورية ؛ يجب أن تُرصد مخالفات السائقين المتهورين للشاحنات عبر كاميرات مراقبة تعمل على مدار الساعة في جميع الطرق ، وتكون الجزاءات قاسية ورادعة ليكونوا عبرةً لمن لا يعتبر .