بدأت هيئة تقويم التعليم بتطبيق الاختبارات الوطنية التجريبية التي تهدف إلى دراسة جودة أسئلة الاختبارات في التعليم العام، وأعدّ المركز الوطني للقياس التابع للهيئة أسئلة الاختبارات الوطنية التجريبية بالتعاون مع مجموعة من المتخصصين في الميدان التربوي في مجالي الرياضيات والعلوم، حيث تم إعداد الأسئلة وفق المعايير العالمية لصياغة الاختبارات، كما مرت بإجراءات التحكيم الدقيقة المعتمدة في مجال القياس تمهيداً لاختيار أفضلها في الاختبارات الوطنية الفعلية المزمع تطبيقها نهاية الفصل الدراسي الحالي.
وتستهدف الاختبارات التجريبية أكثر من 16 ألف طالباً وطالبة من الصفين الرابع والثاني المتوسط جرى اختيارهم عشوائيًا من 169 مدرسة في ثلاثة من المناطق الرئيسة في المملكة وهي الرياض ومكة المكرمة والشرقية وذلك بالتنسيق مع وزارة التعليم.
وتتكون تلك الاختبارات من 24 نموذجاً، 12 منها في العلوم والرياضيات للصف الرابع الابتدائي والإثناعشر الأخرى للصف الثاني المتوسط، وتتفاوت الأسئلة في صعوبتها وأنماطها ومحتواها لتقوم بتغطية شاملة ودقيقة للقدرات والمهارات الأساسية والتراكمية اللازمة للنجاح في الصفوف الدراسية المستهدفة.
وسيتم تطبيق الاختبارات الفعلية في بداية شهر أبريل لعدد يتجاوز 60 ألف طالبا وطالبة يمثلون 1912 مدرسة موزعة على كافة مناطق المملكة، وفي نفس الفترة سيتم إجراء اختبار تجريبي لمهارات القراءة والكتابة لنفس الصفوف، لعدد 16 ألف طالب وطالبة في ثلاثة من المناطق الرئيسة فقط، على أن يكون الاختبار الفعلي لها في السنة التي تليها أي في سنة 2019 بمشيئة الله تعالى.
وقد قامت هيئة تقويم التعليم بإعداد الإطار المرجعي للاختبارات بمشاركة ممثلين من وزارة التعليم وعدد من الخبراء المختصين في القياس والتقويم وتم اعتماده من مجلس إدارة الهيئة في الربع الأخير من سنة 2017، حيث اشتمل على الأسس والأهداف العامة للاختبارات الوطنية وأسلوب بنائها ومبادئها ومواصفاتها.
ويصدر عن الاختبارات الوطنية خمسة تقارير لاستقراء مستوى التحصيل الوطني تتمثل في أنواع التقارير وهي: تقرير الملخص التنفيذي الذي يقدم معلومات مختصرة تركز على السمات الرئيسة لنتائج الاختبارات الوطنية ويسلط الضوء على البيانات والمعلومات المهمة لراسمي السياسات التعليمية وصناع القرار، وتقريراً لوزارة التعليم يقدم معلومات تفصيلية عن أداء الطلاب في ضوء المناهج الدراسية الحالية ومعايير الإتقان والتغييرات في أداء الطلاب الممتدة زمنياً والفروق بين المناطق التعليمية، وتقريراً للمدارس والمعلمين وأولياء الأمور يقدم معلومات تفصيلية عن أداء الطلاب والمهارات والمعارف المتقنة بما يوجه الممارسات الصفية وتخطيط الدروس، وفهم طبيعة تعلم الطلاب وتعزيز “ثقافة التقويم”، وتقريراً فنياً يقدم معلومات عن منهجية وإجراءات وضوابط جودة جمع وتحليل النتائج وإعداد التقارير. وهو تقرير موجه إلى “المختصين” في بناء الاختبار وأسسه العلمية ومدى موثوقية وصدق نتائجه، وتقريراً عاماً (يقدم لوسائل الإعلام والجمهور) يقدم معلومات عامة عن مستوى أداء الطلاب والعوامل المؤثرة في تعلمهم يُشار إلى أن الدول المتقدمة علمياً واقتصاديا تهتم بهذا النمط من الاختبارات، حيث تعد مؤشراً رئيسا يعكس جودة التعليم في الدولة، ويتم توظيف نتائجها في عمليات التطوير المستمر لمنظومة التعليم والتي تشمل المناهج الدراسية والممارسات التدريسية واستخدامات تقنيات التعليم والتطوير المهني للمعلمين والقيادات المدرسية وغيرها من الجوانب.