كنت كـ أي شاب ( مهمل ) في الجامعة و ( إتكالي ) كحال الكثير من المراهقين لا يهمني سوا راحتي ورفاهيتي وهذه الرفاهيه كانت نتائجها ( حرمان ) في اغلب المواد
بسبب الغيابات..!
وبهذا تأخرت في الجامعة دون مبالاة
حيث ان اصدقائي أغلبهم قد تخرّج واصبح معلما
والآخر اصبح ضابط والمضحك ان احد الاصدقاء
اصبح معيد في الجامعة وأنا طالب من طلابه..!
وفي يوم ما حدث موقف أثّر في نفسي كثيرا
مع هذا الموقف بدأت أراجع حساباتي
شعرت في ذلك الموقف أن الانسان بلا مال ( لاشيئ )
وسألت نفسي ايضا لماذا ارهق اهلي
بالمصاريف وانا هنا ( للتسلية ) لا ( للدراسة ) !
وبعد ذلك الموقف قررت ان اجني مالا بنفسي
لأن كرامتي وعزتي أكبر من الإحتياج لأحد..!
ذهبت للبحث عن وظيفة فوجدت وظيفة ( سيكورتي )
في محطة بنزين وأصبح دوامي بها في المساء
ودوامي في الجامعة في النهار..!
وضغطت على نفسي في الجامعة الى ان تخرجت من منها وقدمت استقالتي من وظيفتي
لابحث عن وظيفة افضل لكني لم أجد
وكنت مصرا أني لن أعتمد على غير نفسي
لاني اعتمدت من قبل على كثير ( وخٌذلت )
القرار :
فقررت أن اشتغل ( توصيل طلبات )
من القنفذة ( مقر دراستي ) الى منطقتي نمرة ( كل يوم )
تبعد عن بعضها مسافة ١٥٠ ك
أنشأت حساب في ( الانستقرام ) وشريحة جديدة
وبدأت بعدد المتابعين ٠ والصور ٠ والمتابعون ٠
طبعت منشورات وبدأت في نشرها لمن يبحث
عن توصيل طلبات من القنفذة الى نمرة
والحمد لله وصل عدد المتابعين حينها قرابة ١٥٠٠ متابع
وفي الواتس وضعت رسالة جماعية بها حوالي ( ١٥٠٠) رقم..!
وبدأ الناس في تداول الخبر ونشر رقم التوصيل والحسابات ..
الصعوبات :
من الصعوبات اللتي واجهتها عندما كنت اعمل ( سيكورتي ) هي أن اصدقائي ومعارفي وجماعتي في الجامعة يرتادون نفس المحطة اللي كنت حارسا بها
كنت ( احيانا ) أشعر بالخجل وبعضهم اصغر مني بكثير
اراهم ياخذون اغراضهم من السوبر ماركت للذهاب الى البحر بعد نهاية محاضراتهم وانا لابسا زي حارس
الامن ولا استطيع الذهاب لأي مكان..!
كنت أوبخ نفسي حينها واقسو عليها
واقول بداخلي انا من وضعت نفسي في هذا الموقف
لابد أن استمر الى ان اصبح رجلا يعتمد على نفسه..!
وايضا من الصعوبات ف توصيل الطلبات اني
اوصل طلبات لاشخاص اعرفهم ويعرفونني جيدا
وبعضهم سبق ان درس معي واصبح معلما او موظفا
لكن ايضا كان يواجه خجلي شعوري بالحماس للعمل
وكنت اقنع نفسي قناعة تامة ان اي عمل يجني رزق
ليس عيبا ولا هناك شيئ يدعو للخجل ابدا..!
طبيعة العمل :
كنت استيقظ عند الساعة ٢ ظهرا واذهب الى القنفذة
تبعد مسافة ١٥٠ كيلو عن منطقتي ( نمرة )
اصل هناك بعد صلاة العصر وأبدأ في شراء
الطلبات ايا كانت ( مطاعم - اسواق - هدايا - كيكات - حلويات - طبخات اسر منتجة من طباخات المنازل ... الخ
يأتي المغرب وانا قد انجزت كل شيئ..!
أعود فورا الى نمرة بعد صلاة العشاء
واوصل الطلبات الى اهلها واتقاضى ماقسم الله لي
وأكون حينها ( منهك ) اجلس مع اصدقائي ساعة
او ساعتين ثم اذهب للنوم لاعود كما فعلت في
اليوم السابق..!
كنت رغم الارهاق ( مستمتع ) بعملي
لاني كنت اعمل بذمة وضمير وأمانة
ولاني ارى اني اعمل على قضاء حوائج الناس
وكنت اسمع ادعية من الناس مفرحة وخصوصا
كبار السن اللذين لايستطيعون قضاء حوائجهم
وحوائج ذويهم..!
لان هناك من يملك المال لكن لايملك القدرة على
قضاء حوائج اهله..!
رغبة التطور والاستمرار :
وبعد مرور سنة من عملي في توصيل الطلبات
كنت قد جمعت افكار كثيرة واصبح لي عملاء كثر
وعرفت ماذا تحتاجه منطقتنا
وكنت اسال نفسي الكثير من الأسئلة
ماذا لو هناك أسر منتجة في منطقتي ؟
ماذا لو كان هناك
حلويات من الشركات الكبيرة في منطقتي ؟
لكن هذه الافكار كان مجرد ( افكار )
لاني لا امتلك راس مال لافتتاح محل ..!
لكن من حسن حظي صادفت افكاري
وجود اعلان للجنة التنمية الاجتماعية بالعرضية الشمالية
بوجود محلات شاغرة بايجار شهري ٢٠٠ ريال فقط
ودعم بمبلغ ٤٠٠٠ تقصد لهم بعد ٣ اشهر
تقدمت لهم بمشروعي وتم قبوله ودعمني اخي الاكبر
ب ٦٠٠٠ بالاضافة الى ٤٠٠٠ من اللجنة
البداية :
بدأت مشروعي
وكنت انا بمفردي ادير المحل وانا من يبيع في المحل واذهب الى جدة لشراء البضاعة واعود للبيع في المحل وانا من يدير حسابات المحل في وسائل التواصل الاجتماعي
وظللت هكذا تقريبا مايقارب السنة
النجاح والتطور :
بعد سنة تقريبا نجح المحل ولله الحمد نجاح باهر مما أدى الى تدخل المنافسين وشعرت ان المنافسين يكثرون في المنطقة عندما اخذ المحل شهرة وفتح المنافسون في مواقع افضل من الموقع اللذي انا فيه وكان هناك ضغط كبير من المنافسين وكلام الناس هو بأن المحل سيفشل بعد تدخل المنافسين لكني لم آبه لما كانوا يقولون
تقدمت لبرنامج ( ريادة ) لدعم المشاريع الناشئة
ودرست دورة لمدة اسبوعين ومولوني بمبلغ مالي
ثم انتقلت الى موقع افضل من الموقع القديم
واستمريت في المنافسة مع المحلات المنافسة
وكسرت قاعدة ان السعودي يفشل في منافسة الاجانب
نافست بكل قوة وحافظت على فكرتي ومشروعي
بكل ما أوتيت من عزيمة وقوة ونجحت ولله الحمد..!
وبعد مرور عام ايضا في المحل الجديد الاقبال ولله الحمد كان كبير على المحل وتوسعت اكثر وقدمت خدمات افضل
والطموح لايتوقف...!
وطبعا الفضل وحده لله عز وجل وتوفيق من الله
ثم بفضل دعوات الوالدين ودعوات الناس الصادقة لي ثم عملي في توصيل الطلبات ومن توفيق الله انه سخر لي
اناس لا يعرفوني لكن يعرفون قصتي ودعموني بالافكار والنشر والتشجيع والدعوات الصادقة ..
الشاهد أن المملكة العربية السعودية تقدم جهود
جبارة لخدمة المواطنين وحقيقة يجب ان اذكرها
بحكم احتكاكي في الاجانب عندما كنت اعمل
في توصيل الطلبات وايضا عندما مولوني برنامج ريادة
بالتعاون مع بنك التسليف كانوا يقولون لي
الاجانب ( بحرقة ) انتم محسودين على المملكة
لان مجال العمل مفتوح للجميع والدولة تدعمكم
وتقف بجانبكم ..!
والجدير بالذكر ان كل شيئ كان يكثر عليه
الطلب عندما كنت اعمل في توصيل الطلبات
الآن هو لدي في المحل استثمر به لنفسي
واقدم خدمة لمنطقتي ليجدوا كل شيئ قريب
دون عناء السفر او دفع مصاريف التوصيل
ودائما أردد بأني : ( لم اجمع رأس مال من عملي في توصيل الطلبات لكني جمعت أفكار وخبرة كانت كفيلة بأن تحسن من وضعي )
وهذه هي حكايتي اللتي اطلقت عليها اسم المحل
( حكاية حلى )