أهدى الكاتب الصحفي علي سعد الموسى للأثرياء الكرام قصة المليونير المتخفي، الذي عاش لمدة أسبوع حياة الفقر في بلدة أمريكية، وفي نهاية الأسبوع قدم مشروعات وأموالاً غيرت حياة البلدة لتزدهر.
وفي مقاله “لأثريائنا الكرام.. قصة المليونير المتخفي” بصحيفة “الوطن” يروي الموسى القصة كاملة ويقول”أوك ريدج.. بلدة أمريكية صغيرة من ألفي نسمة، تقبع في عمق ولاية أوريجون الهامشية في الغرب الأمريكي. ظهرت هذه البلدة في قصة تقرير إخباري قصير على قناة nbc وهو يعرض مأساة سكانها بعد أن فقدت هذه البلدة بريقها وودعت أيامها المزدهرة. بلدة كانت تعيش على تجارة الخشب التي تلاشت وانقرضت. حتى اسم المدينة نفسه (بالترجمة) يعود لأفضل أنواع الأخشاب في العالم. وعلى بعد 2400 ميل من هذه البلدة، شاهد مليونير بالغ الثراء هذا التقرير ومن (سان أنتونيو) بتكساس، جاء المليونير جورج ويبر وزوجته كيم إلى (أوك ريدج) متخفيا في ثياب سائح فقير. درس كل التفاصيل الحزينة في حياة سكان بلدة محطمة وقرر مع زوجته أن يعيش لأسبوع كامل على 240 دولارا فقط لأنه المعدل الأسبوعي لمصروف أسرة في هذه البلدة.
ذهب جورج وكيم إلى كل تفاصيل البلدة، لدار العجزة ومركز الإسعاف وللمطعم الرمزي التعاوني والمدرسة الثانوية. ذهب للمستوصف وعيادة الغسيل الكلوي ولكل مكان يمكن إنقاذه من حطام بلدة أمريكية. في نهاية اليوم السابع الأخير، أمضى جورج وكيم ساعة في توقيع شيكات بالملايين لكل شيء. ترميم المدرسة.. شراء سيارتي إسعاف.. تحويل دار العجزة إلى نزل فندقي. شراء تذاكر المطعم التعاوني لعامين قادمين. وحين ودعته البلدة بأكملها مع غياب شمس اليوم الأخير؛ أعلن جورج ويبر بناء مصنع عصري جديد للأخشاب بخمس مئة وظيفة، ثم قرر أن يكون كل ريع المصنع (وقفا) على احتياجات هذه البلدة. غادرها باكيا بدموع الفرح تعاطفا مع المئات الذين ودعوه باكين أيضا في ساحات البلدة”.
ويعلق الموسى على الحكاية قائلا “أكتب اليوم هذا الأنموذج إهداء للآلاف من أثريائنا الذين لا يعرفون من العمل الخيري سوى أرقام حسابات الجمعيات الخيرية بكل ما فيها من الفساد والظنون والشك. هذه البلدة الأمريكية لا تشبه سوى (الفطيحة) أو (العرضية الشمالية) أو (حقل) و(حرض). فيها مئات الأمهات اللواتي يحتجن إلى فصول تدريبية للأمومة والطفولة. فيها مئات الأسر التي تنام على جهل واضح بمبادئ التغذية. فيها آلاف الأطفال الذين يحتاجون في فصولهم سبورة ذكية. فيها عشرات مرضى الكلى الذين يشحذون جهاز غسيل كلوي. فيها آلاف الأمتار البيضاء الفارغة التي تصلح لمصانع توفر مئات الوظائف لهؤلاء البؤساء في هذه البلدات الصغيرة”.
وينهي الكاتب قائلاً: “باختصار: كل أثريائنا يحتاجون دورة قصيرة في منافذ العمل الخيري”.