[COLOR=#000000]فقدنا في الأيام الماضية علماً لامعاً وطوداً شامخاً، قضى جلّ حياته في الدعوة إلى الله تعالى وخدمة دينه، إنّه الشيخ أحمد بن إبراهيم الحذيفي – رحمه الله وأسكنه فسيح جناته -، ولد – رحمه الله – عام 1343هـ بقرية آل حذيفة بالعرضية الشمالية – وهي تقع جنوب مكة المكرمة وتُعد حالياً محافظة للعرضيات وترتبط إدارياً بمنطقة مكة المكرمة -، وقد قرأ الفقيد – رحمه الله – في مقتبل عمره القرآن الكريم على يد أحد مدرسي قرية آل حذيفة – إحدى قرى العوامر -، وواصل طلب العلم الشرعي على يد أفاضل المشايخ بالعرضية الشمالية وما جاورها، وحينما جرى تشكيل هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر – قديماً – في عهد الشيخ عبدالملك بن ابراهيم آل الشيخ – رحمه الله – والذي كان رئيساً لهيئات الأمر بالمعروف بالحجاز قام بتعيين الفقيد عضواً بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومن ضمن من تم تعيينهم الشيخ أحمد بن عبدالله الحذيفي – عم الفقيد، والشيخ علي بن عبدالله الحذيفي، والشيخ شاكر بن عبدالله الحذيفي، والشيخ محمد بن ابراهيم الحذيفي – الأخ الأكبر للفقيد – رحمة الله على الجميع-.
ثم انتقل الفقيد إلى محافظة جدة، ثم إلى محافظة الطائف وحينها أختاره الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز آل الشيخ عضواً إدارياً بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكلفه بعد ذلك بالعمل في سجون الطائف واعظاً ومرشداً وملقياً للمحاضرات على السجناء وكان مع ذلك يتفقد أحوالهم ويهتم بشؤونهم، وكان يقوم- أيضاً – بالإمامة في مسجد قصر مجلس الوزراء الكائن بالطائف، وكان الملك فيصل – رحمه الله – وقتها يقضي الصيف بالطائف، وقد استمر الفقيد – رحمه الله – قرابة سبع سنين يُصلي بالمسؤولين بمجلس الوزراء بالطائف.
[IMG]http://www.ardyatonline.com/contents/myuppic/052ec323b0b6b3.jpg[/IMG]
ثم انتقل بعد ذلك إلى محافظة جدة وعيَّنه رئيس مجلس هيئة الأمر بالمعروف – آنذاك – رئيساً لهيئة الأمر بالمعروف بكيلو ثلاثة ثم كلف رئيساً لهيئة الأمر بالمعروف في حي الحمراء، ثم تم تكليفه بأن يعمل مندوباً لهيئة الأمر بالمعروف بسجن جدة يلقي دروس الوعظ والإرشاد به، وأختير مسؤولاً بقسم المتابعة في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمحافظة جدة إلى أن تقاعد. وقد كان يقوم بالإمامة والخطابة بأحد الجوامع بحي السلامة بمحافظة جدة رحمه الله تعالى.
ومما أمتاز به الفقيد – رحمه الله – التواضع، ولين الجانب، والثبات على المبدأ والحكمة، والورع، والخشية فقد كان سريع العَبرة، دائم الفكرة، قريباً من أهل الحاجة، وكانت له البصمات الواضحة في قريته وما جاورها من الدعوة إلى الله تعالى، وتغيير المنكرات، ونشر العلم، وإلقاء المواعظ في مساجد وأسواق محافظة العرضيات.
وقد وافته المنية ظهر يوم الخميس 1/3/1435هـ بأحد مستشفيات جدة بعد مرض ألمّ به، وتمت الصلاة عليه بعد صلاة العشاء في المسجد الحرام، ودُفن بمكة المكرمة، وكانت جنازته مشهودة، حضرها أهل الخير والصلاح، نسأل الله تعالى أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، ويرفع درجته في عليين، إنه سميع قريب.[/COLOR]
[COLOR=#EE1A1A] بقلم أخيه الشيخ / علي بن إبراهيم الحذيفي
رئيس هيئة النظر بالمحكمة الكبرى بمكة المكرمة سابقاً
وعضو لجنة إصلاح ذات البين بمكة المكرمة سابقاً [/COLOR]