خلال المؤتمر الكشفي العربي 31 الذي انعقد في أبوظبي من 15 إلى 21 نوفمبر 2025، تم التأكيد على ضرورة دراسة مخرجات اللجان الفرعية السابقة وتفعيل توصياتها، ومن أبرز تلك التوصيات إطلاق مشروع سياحة كشفية عربية يُنظر إليه كفرصة ذهبية لتعزيز الموارد المالية للإقليم الكشفي العربي.
وفي هذا السياق تبرز فكرة “سفينة شباب العالم” التي اعتقد انها اطلقت منذ العام 1988 بمشاركة العديد من الدول، كنموذج عالمي أثبت نجاحه في تمكين الشباب من القيادة والتفاعل الثقافي عبر بيئة دولية متنقلة تجمع مشاركين من مختلف الجنسيات على متن سفينة تجوب عدة موانئ، يمارس المشاركون خلالها حلقات نقاشية وورش عمل وأنشطة ثقافية واجتماعية تُتيح لهم تبادل الأفكار والخبرات والتعرف على ثقافات مختلفة، ما يُسهم في نشر قيم التسامح والتفاهم وبناء علاقات دولية، إضافة إلى اكتساب مهارات قيادية وشخصية تُعدهم للعب دور بناء في مجتمعاتهم.
من وجهة نظري المتواضعة إذا ما تبنت المنظمة الكشفية العربية – الإقليم الكشفي العربي – هذه الفكرة أو طوّرت برنامجاً مشابهاً تحت مظلة السياحة الكشفية العربية، فإنها لا تقتصر على تعزيز البعد الثقافي والتربوي فحسب، بل يمكن أن تفتح الباب أمام مورد مالي مستدام عبر رسوم مشاركة، رعايات، تنظيم فعاليات ومناسبات، استثمار السياحة الثقافية، واستقطاب شباب عربي وعالمي، ما يضخ موارد تدعم أنشطة الإقليم الكشفي على المدى الطويل.
إن جمْع طاقات الشباب من مختلف الدول على متن منصة كشفية سياحية يحقق اندماجاً بين التربية، الثقافة، السياحة، والعمل التطوعي، ويحوّل الفكرة إلى مشروع يزيد للحركة الكشفية العربية من إشعاعها ويمنحها استقلالية مالية وقدرة على النمو والتوسع؛ وفي ضوء ذلك، تبدو “سفينة شباب العالم” بمثابة بوصلة توجه الإقليم الكشفي نحو مستقبل أكثر تميزاً وتأثيراً، ليس فقط في تطوير قدرات الشباب، بل في بناء جسور تواصل دولية، وتعزيز مكانة الحركة الكشفية العربية كمحرّك ثقافي وسياحي قادر على إنتاج قيمة فعلية للمجتمعات.
بقلم: مبارك بن عوض الدوسري
@mawdd3