شباب العاصمة، وليث السعودية، وأبيض المهلل والرزقان، وفؤاد أنور والبطولات، والخالدين (بن سلطان و بن سعد)، فريق المنجزات والأولويات، فريق البلطان، شيخ الأندية وإن استثنينا جمهور أهلي جدة فهو الحب المتفق عليه، من كل الجماهير، الذين مد معهم جسوراً من الفن والإبداع، فقابلوه بالسلام، كأقل مايمكن التعامل به مع ناد يعيش في زمن التعصب، ولكن أين هو موقع الشباب الآن من إعراب المنصات..؟

وأين الشباب من مغازلة البطولات، فضلاً عن تحقيقها..؟
الفريق اكتسب قاعدة جماهيرية لا يمكن مقارنتها بالعقود السابقة، ولكن المهم والأهم الآن، أنه بدأ يفقد مكاسب كرة القدم التي صنعت شعبيته، بابتعاده عن المنافسة على بطولة الدوري والكأس ردحاً من الزمن، مما قد يعيد هذا الفريق الأنيق جداً، للمقاعد الخاوية في مدرجات الملز، والتي تعب خالد البلطان ومن سبقوه لكسبها، وحفروا الصخر حتى باتت الأعداد مهولة، بالنسبة لماضي مدرجاتهم.

الشباب الفريق، بل الشباب الكيان، بات يحتاج فاعل خيرٍ، يعيد له شبابه الذي بدأ يشيب، ليس بفعل الزمن، وإنما بفعل ذوي القربى وهجرانهم الغريب، لبيت احتضنهم واحتضنوه، فكان الضوء لهم، وكانوا الدفء له، لكن ما الذي حل بهم وبه، بعد كل تلك المنجزات، ولماذا فارقوا مقاعد الإدارة، وفرغوا خزائن الدعم من ملياراتهم..؟
هل اعتقدوا بأن المنافسة صعبت مع القطبين، أم ظنوا أن الشباب كان متوقفاً على العويران وشاكلته، أم لم يعد لهم في ناديهم حاجة أو نقطة ضوءٍ يمكن السير في اتجاهاتها، أم أن وراء الأكمة ما ورائها..؟
أسئلة كثيرة، ينثرها الشارع الشبابي في أزقة الرياضة والرياض، دون أن يلتفت أحد من هؤلاء أو غيرهم، ولو مجرد التفاتةٍ لجماهيرٍ عاشقة، أرهقها الظمأ، وأتعبها جوع البطولات.

الليث يحتاج (خالداً) آخر، إن أتعب الركض في مضامير الشباب أولئك الخوالد، الذين مهما كان حجم العتب عليهم، إلا أنه معيباً أن ينكر أحدُ فضلهم على الرياضة السعودية عامة، وعلى كيان الشباب خاصة، الذي بذلوا له ومعه كل نفيس وغال، من جهد ووقت ومال، حتى وصل لكمٍ نوعي وعدديٍ من بطولات، فتنت المدرجات، وجلبت جماهير هم من قاسم اللاعبين صناعتها، لكن بات من الضرورة عودتهم، أو ـ على الأقل ـ أحدهم، لرسم خارطة طريق جديدة، وفق معطيات ومستجدات الحاضر، التي لا تحتاج غير خبير.

ونداء أخير، نبعث به لإعلامهم الأبيض، الذي عاصر فترة المنجزات، وواكب كل المحطات، فارتقوا بالليث، وارتقى بهم، ليشكلوا جبهة بيضاء تطالب بعودة هؤلاء الخبراء، أو تصنع من الحاليين (خالداً) آخر، يستطيع أن ينتشل الشباب ويعيده لموقعه الحقيقي، في خارطة كرة القدم السعودية، أما قدامى لاعبيه فعليهم الزعل لا العتب، فقد أخذوا من النادي كل شيء، ولم يعطوه أي شيء.

وختاماً عن الشباب، التقيت بمشجع شاب، من أقصى جنوب غرب المملكة، اسمه عمر بن أحمد، لم يلفت انتباهي عشقه للكيان ورموزه فحسب، بل لفتني بأنينه وآهاته، التي عبر من خلالها ـ كغيره من الشبابيين ـ بشكواه من نزوح الداعمين، الذين هم وحدهم من سيعيد للفريق سطوته، وهانحن ـ اليوم ـ لأجلهم علقنا الجرس، ونادينا أسود اللّيث، فمن يلبي النداء..؟

· المقال القادم نتناول فيه ردود الأفعال حول ما إذا كانت الأيام الأخيرة لجيسوس بكوارثها الفنية المقال على إثرها طبيعية؟ أم هناك تواطؤ نصراوي معه، بمسلسل نجمه (البليهي)، ومستفيده بطل النخبة..؟

توقيعي/
بين بياض الهرم والشباب مقياس، لمعة جمالٍ فارقة، تفصل الشيب عن عقد الألماس.

بقلم : صالح علي الشمراني 

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *